مسلم أو مسيحي.. لا يهم. عربي أم أعجمي.. لافرق. من الشرق أو الغرب.. لا يستحق التوقف. المهم أن يكون علماً خدم البشرية بعلمه وأن يكون له عطاء يدخل تحت بند العمل من أجل الانسانية.. هذا هو المعيار الأوحد للمفاضلة بين الأعمال المرشحة للفوز بجائزة الملك فيصل العالمية بأفرعها المختلفة.. ولهذا اكتسبت مصداقيتها على المستوى الدولي، فمن شكّك في انحياز «نوبل» لموقف سياسي لم يفكر لحظة في أن يقدح في جائزة الملك فيصل. وأتى حصول بعض الشخصيات العالمية على جائزة نوبل بعد فوزهم بجائزة الملك فيصل العالمية ليزيد من النظرة الفاحصة في الاختيار ودقته، مثل العالمين الفرنسيين مونتانييه وسينوس اللذين فازا بجائزة نوبل في الطب عام 2008، بعد فوزهما بجائزة الملك فيصل في 1993. وكذلك حصول الأمريكي باري شاربلس على جائزة الملك فيصل العالمية للعلوم عام 1995، ثم حصوله على نوبل في الكيمياء عام 2001. وفوز الألماني جيرد بينج والسويسري هنري روهرر بجائزة نوبل في الفيزياء عام 1986، بعد فوزهما بجائزة الملك فيصل العالمية في 1984 وغيرهم. ويمثّل الاحتفال السنوي المقرر له اليوم بتسليم جائزة الملك فيصل العالمية للفائزين بها جانباً من أبرز جوانب نشاط مؤسسة الملك فيصل الخيرية عام 1396ه-1976م، وقد بدأت بثلاثة فروع: خدمة الإسلام والدراسات الإسلامية والأدب العربي وتم منحها لأول مرة عام 1399ه- 1979م. وفي عام 1401ه- 1981م أُضيفت إليها جائزة في الطب ومُنحت في العام التالي. وفي عام 1402ه- 1982م أُضيفت إليها جائزة أخرى في العلوم ومُنحت في عام 1404ه- 1984م. وقد عمّقت هاتان الإضافتان الصفة العالمية للجائزة، وأكسبتاها المزيد من الشهرة والنجاح. وتقوم لجان الاختيار المختصة كل عام بتحديد موضوع الجائزة وفق ما أُنجز من دراسات وبحوث في ذلك الموضوع، ويُراعى في الدراسات الإسلامية ما له أهمية واضحة في المجتمع الإسلامي، وفي الأدب العربي ما له ريادة وإثراء لهذا الأدب، وفي الطب ما يصوّر الجوانب ذات الاهتمام العالمي، أما العلوم فتأتي موضوعاتها دورية بين الفيزياء والرياضيات والكيمياء وعلم الحياة، وتقوم المنظمات الإسلامية والجامعات والمؤسسات العلمية في مختلف أرجاء العالم بترشيح من تراه في كل فرع من فروع الجائزة الخمسة. ويحفل سجل الفائزين بالجائزة، حيث فاز بها منذ تأسيسها عدد من أعلام الثقافة الإسلامية وعلماء الدين والطب والعلوم، بينهم الدكتورة عائشة عبدالرحمن (بنت الشاطئ)، والشيخ يوسف القرضاوي، والشيخ عبدالعزيز بن باز، وحمد الجاسر، ود. محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر. كما فاز بها شخصيات سياسية معروفة منها الملك خالد بن عبد العزيز، والملك فهد، والملك عبدالله بن عبد العزيز.