ضائقة الألم.. لا ينفع معها الدواء وحده!! وعندما تحيط بك عزلة في غرفة باردة ليس فيها كتاب ولا جريدة ولا تلفزيون ولا راديو غير أصوات الأجهزة وهي تدق... أو تصفر.. أو تزن.. أو تؤشر! تصبح الحياة عندك«مدفنا»!!!وأسوأ...اللحظات أن تشهد بأم عينك مراسم دفنك!! ففي هذه الحجرة الباردة الكئيبة المليئة بالأجهزة المخيفة لا شيء غير الوحدة والألم والأسى وأطنان الذكريات!! ووجوه لا تعرفها تطل عليك فجأة ولا تبتسم!! كأنما الابتسامة عندهم ذنب لا يرتكبونه!! وجوه جديدة بلا عواطف.. غريبة عنك تراها بليدة بلا تعابير وجامدة بلا معان! لا تبتسم إلا الابتسامات المؤجرة كأنما هم يدفعون قيمة إيجارها لك من جيوبهم؛ لذا يبتسمون على مضض ابتسامة مدفوعة الإيجار!! الممرضات مجموعة بشرية متفانية في تقديم خدماتها المسماة (إنسانية) غير أنهن في لجة الانهماك بأداء الدور المطلوب ينسين أن عليهن الابتسام بنقاء وصفاء!! مشكلة الإنسان مع الوظيفة أنه أحيانا يعرف طرق أدائها لكنه يجهل مسببات نجاحها!! فهو يعمل لكنه لا يفكر كيف ينجح!! لذا معظم الموظفين عندنا ممثلون يؤدون الدور وتنتهي علاقتهم به بمجرد الانتهاء منه،لكنهم يفتقدون مهارات الوظيفة ومستلزمات الأداء الناجح،يفتقدون الرغبة في تحقيق النجاح ما دام الراتب آخر الشهر مضمونا ؛لذا يعملون كالآلات...(أنجز وامش) هذا إذا أنجزوا!!! بينما لا أحد يطالبهم بمقومات الأداء الناجح ،وأقلها الوجه الطلق والابتسامة النقية!! يا أختي ابتسمي، تفاجأت بقولي .. وردَّت هل عندك القدرة على تقبل الابتسام في هذه الحال قلت ابتسمي ودعي الخلق للخالق أقدر أو لا أقدر هذه ما هي مشكلتك... ابتسمي لوجه الله يا أختي!! أدركت حينها أنني في غرفة ترى فيها أشياء كانت حية بداخلك.. تموت!!! غرفة بلا مرافق حنون ففي مثل هذه الغرف يقل المرافقون وينعدم الأصدقاء! فلا أحد يحب مرافقتك في المدفن! ولا أحد يأتيك إذا لم يكن المكان مناسبا! ولا أحد يريدك إذا لم تكن قادرا على استقباله ! ولا أحد يريد أن يكون ضيفا على غرفة تكتم الأنفاس وتثير الضجر.. !! فالصداقات تعيش فقط في الأجواء الرحبة العالية المواصفات!! هل حقاً ؟!! نحن نقول الصديق وقت الضيق فلماذا نهرب من صداقاتنا في المحن هل لأننا نحبهم... لانريدهم أن يعيشوا معنا لحظات الموت البطيء الموت بالقطارة وهو أصعب من الموت نفسه!! والأدهى أن يأتيك صوت حنون وتعجز عن استقباله ! يا لهول الألم ويالقسوة مطارقه على البدن ويا لها من حياة في منفى الكآبة! اللهم.. يا معين..... للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة S_ [email protected]