قال له والده.. أطلق يديك وانظر إلى الأمام.. ابتسم بحالة مرتبكة منفذا أوامر والده ومصغيا إلى ما يقوله «الشيخ» ومرددا بعض كلماته.. لم يطلق يديه فقط وإنما أطلق ساقيه بعد خروجه من الغرفة الصغيرة التي لا تتسع لأكثر من خمسة أشخاص وعلى جوانبها مجموعة من الكتب وقليل من المخطوطات في الأعلى داخل غرفة أخرى أكثر اتساعا وبها أثاث جيد ومغسولة بالماء والصابون ورائحة «الكادي».. سمع مجموعة تغني: جينا من الطايف والطايف رخا يا ريم وادي ثقيف على العقيق اجتمعنا نحن وسود العيون تداخلت تلك الأصوات بألحان عذبة كعذوبة الموعد الذي طال انتظاره.. همست أمه في أذنه: حاول أن تبتسم.. عاد إلى ابتسامته حينما نفذ أوامر والده في الغرفة الصغيرة. ابتسم يا أخي.. جاءه الصوت من أخته الصغيرة.. تذكر اسمها وابتسم.. مسار حياتك يتحدد من خلال هذه الغرفة. ما علاقة مسار الحياة بأطلالها على مساحة واسعة تبدو بلا نهاية؟! همسات وابتسامات وتعليقات لا يسمع ما يقال، المهم أن يطلق يديه وقدميه للمرة الثالثة.. بعدها يحدث ما يحدث.. بقبضة يديه ألقى علي «تفاحة» كانت بجانبه.. ضمها إلى صدره.. نام.. لم تكن هناك أحلام مزعجة.. سمع أصواتا وبكى. يقظة: نسيم الهبوب اللي تهبين مري نور عيني وانعشيني بريحه عقب فرقاه عيني تسهر الليل كله واعذابي ليت عيني تشوفه جمع الأحباب زينه والتفاريق شينه يشهد الله مار مابا الفضيحة افزعوا لي قبل تلحق على المودة من غرامه شلت هم وكلوفه .دم جرحه بقلبي يوم طول غيابه بالوصايف مثل دم الذبيحه يالله إنك تعين وترحم اللي مولع نار وراه كنها وسط جوفه أحمد الناصر الشايع