اعتبر عضو المجلس الوطني السوري موسى موسى أن عملية الاستفتاء على الدستور الجديد الذي وضعه نظام الأسد مهزلة ومسرحية سياسية لتغطية الجرائم ضد الشعب السوري. مؤكدا أن المعركة مع بشار مستمرة حتى يرحل. وأكد في حواره ل «عكاظ» أن المجلس الوطني يثمن مواقف خادم الحرمين الشريفين النبيلة إزاء الأبرياء في سورية، لافتا إلى أن مواقف الملك عبدالله بن عبدالعزيز مع الرئيس الروسي ستسهم في تغيير الموقف السلبي لموسكو تجاه الأزمة في المنطقة. وفيما يلي تفاصيل الحوار: • ما قراءتكم لعملية الاستفتاء على الدستور الجديد الذي وضعه النظام السوري؟ الاستفتاء على الدستور الذي أجراه النظام مسرحية هزلية، ولن يغير شيئا، فمعركة الشعب السوري مستمرة حتى رحيل النظام المجرم، وما حصل تحت مسمى الاستفتاء مهزلة بكل ما للكلمة من معنى؛ من خلال المقاطعة الواسعة التي سجلها الشعب، أوعبر المسلسل الهزلي الذي ألفه إعلام النظام، وجاء مفضوحا للجميع، لتظهر عناصر الأسد بمهزلة أخرى عبر ادعائهم الانتصار على الأرض وفي القضاء، وأرى أن تلك الحكومة وصلت إلى إفلاس شامل، وتستحق أن نقف عند تصرفاتها بتمعن واهتمام. • كيف تقرأون موقف خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز من الأزمة في سورية ؟ موقف خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بطولي وأخلاقي وثابت، وغير مستغرب إطلاقا باعتباره شخصية سياسية محنكة كانت ولاتزال تدعم القضايا العربية المشروعة. والمعارضة السورية وخصوصا المجلس الوطني يعلقون الكثير من الآمال على خادم الحرمين الشريفين لإزالة الظلم الذي يتعرض له المدنيون، وموقفه مع الرئيس الروسي جاء ليؤكد أن المملكة إلى جانب قضية الشعب السوري المحقة، وتأكيد خادم الحرمين الشريفين عدم جدوى الحوار مع الرئيس السوري يدل على أن الموقف العربي مستمر في دعم قضية الشعب السوري حتى النهاية، خصوصا أن الرياض لها تأثير كبير على الدول العربية، ولا ننسى دورها في إصلاح مسار الجامعة العربية وموقفها من لجنة المراقبين العرب. • ما الرسالة التي أراد خادم الحرمين الشريفين إيصالها للرئيس الروسي بعد قوله بأن لا جدوى لأي حوار مع النظام السوري بعد الآن؟ الدول الصديقة للشعب السوري وعلى رأسها المملكة قدموا من خلال المبادرات العربية وتحديدا الصادرة من الجامعة العربية، أشياء كثيرة تنهي العنف الذي يتعرض له المدنيون، وقدموا حلولا ترضي الأطراف كافة، لكن النظام لم يستمع إلى كافة المبادرات وبالتالي فإن العرب توصلوا إلى نتيجة بأن الحوار مع الأسد لا يؤدي إلى الحلول. • هل تتوقع أن يكون للخطوات المقبلة تأثيرات عملية على الأرض خصوصا بعد مواقف خادم الحرمين الشريفين الكثيرة لنصرة الشعب السوري؟ أتوقع أن تتخذ المملكة وغيرها من الدول خطوات عملية على الأرض فيما يتعلق بالجوانب الإغاثية وحماية المدنيين، وإزالة الظلم عن الشعب السوري، وخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أكد أن الحوار حول سورية غير مجد، لأنه يرى بأن موسكو غير قادرة على التأثير على النظام فيما يتعلق بعملياته العسكرية واستمرار قتله للمدنيين. • وهل تساهم في تغيير الموقف الروسي؟ مواقف خادم الحرمين الشريفين بالتأكيد ستساهم في تغيير ما في الموقف الروسي، فموسكو تعلم أن النظام السوري منهار لا محالة؛ ولذلك فإنها بدأت بتغيير مواقفها وسيكون ذلك تدريجيا، ويمكن القول إن هذا التغيير سيبدأ بالظهور على أرض الواقع قريبا، خصوصا بعد تأكيد وجزم خادم الحرمين الشريفين بأن الواقع لا يسمح بعد الآن بالحوار مع نظام الرئيس بشار الأسد، كما أننا نؤكد بأن اتصال الرئيس الروسي بالملك عبدالله هو رسالة إلى شعبنا أن المملكة ستظل واقفة إلى جانب الشعب، ونحن واثقون من أن روسيا ستغير موقفها فيما يتعلق بالشأن السوري. • لماذا برأيك لجأ الرئيس الروسي للحديث حول الأوضاع في سورية؟ دول الخليج بشكل عام تساعد الشعب السوري، ولا تريد أن تصبح بلادنا مهلكة للمنطقة، والمملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز من الدول العربية القوية والرائدة والتي تعنى بشؤون المنطقة إضافة إلى أن دورها الإقليمي والدولي عالٍ جدا، لذلك فإن موقف الرياض مسموع من كافة الدول. • هل حددتم جدولا زمنيا لانهيار نظام الأسد؟ النظام السوري الظالم انتهى منذ أول يوم تحرك فيه الثوار ضده، وأصبح سحابة صيف ستزول ولقد أضفت ثورتهم السلمية المطالبة بحياة أفضل، زخما قويا يدفعها للاستمرار حتى يرحل عن البلاد أسوة بغيره من الظالمين، وأرى أن زواله بات قريبا وربما يستنفد أسابيع ، في ظل صبر المقاومين والانشقاقات التي تحدث باستمرار في منظومته الأمنية، وما قصفه الأبرياء المتواصل في مختلف المدن خصوصا حمص، إلا محاولات يائسة ليثبت للعالم أنه لا يزال موجودا، وأبشر الجميع أن النصر والاحتفاء برحيل الأسد وزبانيته قريب.