غادر المنتخب السعودي التصفيات الآسيوية إلى مونديال البرازيل، حيث كأس نهائيات العالم 2014، بخسارة (مذلة) أمام المنتخب الأسترالي ظهر أمس في ملبورن برباعية مقابل هدفين، وبشكل مغاير لمعطيات وأحداث الشوط الأول من اللقاء، الذي شهد هدفين سعوديين من قدمي سالم الدوسري وناصر الشمراني، مقابل هدف وحيد للأستراليين. وساهم مدرب المنتخب السعودي (ريكارد) في الخسارة الثقيلة التي تعرض لها أمس في الجولة السادسة والأخيرة، حين فتح اللعب في الشوط الثاني أمام أصحاب الأرض، الذين لا يرزحون تحت أية (ضغوط) فيما كان يتوجب على المنتخب السعودي الفوز فقط لنيل البطاقة الثانية للتأهل للمرحلة المقبلة. وجاءت تغييرات ريكارد قاتلة لطموحات السعوديين، وساهم في الخسارة أيضا ناصر الشمراني، وهو يهدر الفرصة التي تحققت في الشوط الثاني وهو يواجه مرمى حارس أستراليا، ووضح على لاعبي المنتخب السعودي ضعف اللياقة مع توالي دقائق الشوط الثاني، وعدم جاهزية أغلب هؤلاء اللاعبين لخوض مثل هذه المباراة (المفصلية) بينما غاب الانسجام عن خط الدفاع، دون وجود (ساتر) دفاعي من محوري الفريق يمنح هذا الخط الاستقرار، فظل مكشوفا، وكل هذه الأمور حذرت منها «عكاظ» ودعت إلى الحذر والاهتمام بوقار المنتخب، وعدم التحرك إلى الهجوم دون أمان للخط الخلفي، فيما كان المفترض الحفاظ على تقدم الشوط الأول واللعب على الارتدادات المعاكسة، حفاظا على (المكتسبات) وعلى هيبة ووقار المنتخب. شوط عقلاني بدأ المنتخب السعودي بطريقة متوازنة، إذ اتجه ريكارد إلى اللعب بمنهجية (4/5/1) بتفعيل الهجوم الذي لعب فيه الشمراني بدخول من الجهة اليسرى لأحمد الفريدي، وعبر التقدم من الجهة اليمنى بتيسير الجاسم حتى منتصف ملعب الأستراليين،وترك باقي المهمة لحسم معاذ كجناح (وهمي) قابله مدرب أستراليا بطريقة مفتوحة إلى حد كبير مطبقا أدائية (4/4/2) وهو الأمر الذي سهل (الاستحواذ) للمنتخب السعودي عبر أداء متناغم للخماسي (كريري والشلهوب والدوسري والجاسم والفريدي).. وبرغم الرتابة التي لجأ إليها المنتخب الأسترالي ظل المنتخب السعودي محافظا على وقار تقدمه بطريقة دقيقة لم تسمح للمنافس الاقتراب بخطورة نحو مرماه، ومع تقدم الأوقات في هذا الشوط بدأ المنتخب السعودي يرسي الثقة في ألعابه، حتى تمدد الوجه الصاعد (سالم الدوسري) بلعبة فردية من منتصف ملعب الأستراليين قطع خلالها أكثر من 20 ياردة محتفظا بالكرة حتى واجه المرمى الذي يحرسه المخضرم (مارك شوارزر) قاذفا الكرة في أقصى الزاوية اليمنى الأرضية للحارس، أعلن منها هدفا أولا للمنتخب السعودي (18). منح الهدف (الأخضر) استقرارا وهدوءا في العاب المنتخب السعودي واتجه لاعبوه إلى اللعب الأرضي والتمريريات القصيرة في العمق الاسترالي، ما مكن الدفاع السعودي من التقدم خلف هجمات فريقه، وسط سيطرة واضحة شهدت فرصا أخرى للمنتخب السعودي غير أنها افتقدت اللمسة الأخيرة، في المقابل مال لاعبو أستراليا إلى رقابة سالم الدوسري، ومنع الفريدي من التوغل في الجهة اليسرى، لتحين فرصة جديدة للشمراني لم يتعامل معها كما ينبغي. وقبل أن تكتمل الدقيقة (28) بدأ المنتخب الأسترالي الزحف نحو المرمى السعودي بكثافة، أمام بطء واضح للزوري، وثغرة (تقدم) معاذ خلف الهجمات السعودية ما مكن الأستراليين من اللحاق بالمباراة بهدف تعديل (42) لم يحسن خلاله أسامة التعامل مع المهاجم الأسترالي، مانحا إياه فرصة قذف الكرة في مرمى وليد عبد الله. وحاول الأستراليون الاحتفاظ بالتعادل حتى موعد الشوط الثاني، باللعب المغلق في الوسط، غير أن الدوسري عاد إلى قيادة هجمة من عمق الوسط الأسترالي، وسار بالكرة إلى مشارف منقطة ال 18 ممررا الكرة إلى حسن معاذ المتقدم يلعبها أرضية زاحفة تلقاها ناصر الشمراني وظهره للمرمى، مودعا إياها الشباك الأسترالية (54) كهدف ثان أعلنت معه المباراة انتهاء شوطها الأول. شوط التفريط ومع إطلالة هذا الشوط، هبط المنتخبان إلى أرض الملعب، لتظهر بوادر رغبة الأستراليين الفوز، وقلب نتيجة الشوط الماضي، إذ غابت الحماسة السعودية، وظهر التفكك واضحا وسط الميدان، وتباعدت الخطوط، وأخطأ ريكارد بإخراجه الفريدي انكشفت الجهة اليسرى، ووضحت الثغرة في العمق الدفاعي، بعد هبوط أداء كريري بشكل لافت، ولم يكن التوظيف مثاليا في وجود عطيف أمام تدني لياقة الشلهوب، وغياب الجاسم عن مستواه المعروف، ورغم كل ما مضى حاول المنتخب السعودي أن يكون حاضرا في هذه الأوقات دون جديد، ولم تفلح التغييرات التي قام إليها ريكارد، بدخول القحطاني والهزازي، لتتوالى الأهداف الأسترالية في ظرف (6) دقائق بعد أن ألغى الحكم هدفا أستراليا سبق الهدف التعادلي الذي كشف سوء التغطية في المحور ومتوسطي الدفاع (أسامة هوساوي وكامل الموسى). ويبدو أن قراءة ريكارد للأحداث لم تكن صحيحة على الإطلاق، بعد أن مال إلى فتح اللعب وترك ميزة الاستحواذ على الكرة للاستراليين، ولم يكن بحاجة إلى البحث عن مزيد من الأهداف بعد هدفي الشوط الأول، بينما سارع المدرب الأسترالي (أوسيك) إلى اللعب بعقلانية والاستفادة من تقدم لاعبي المنتخب السعودي ورغبتهم زيادة الغلة من الأهداف.