أجمعت أوساط عربية وقيادات المعارضة السورية على أن الاستفتاء الذي نظمه نظام بشار الأسد على «الدستور الجديد» أمس الأول لا يعدو كونه مسرحية هزلية أعدها النظام وأخرجها ولعب بطولتها، كما أعربت الأممالمتحدة أمس، عن تشكيكها في مصداقية الاستفتاء، إذ أفاد مساعد المتحدث باسم الأممالمتحدة إدواردو ديل بوي أنه من غير المرجح أن يكون الاستفتاء ذا مصداقية في إطار العنف العام والانتهاكات الكبيرة لحقوق الإنسان في سوريا. بدورها، اعتبرت الولاياتالمتحدة أمس، الاستفتاء يعبر عن «وقاحة مطلقة»، مؤكدة رفضها له. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند «بشار الأسد صوت في عملية اقتراع يسيطر عليها مستخدما قصاصة ورق يسيطر عليها في محاولة للبقاء في السلطة»، واصفة الاستفتاء بأنه يثير الضحك. في حين، قال وزير الداخلية السوري اللواء محمد الشعار أمس، إن عملية الاستفتاء على مشروع الدستور السوري الجديد جرت بكل حرية وشفافية ونزاهة. وأوضح الشعار أمس أن «عدد الذين مارسوا حقهم في الاستفتاء بلغ 8.376.447 أي بنسبة 57.4 في المئة من أصل 14.589.945 يحق لهم الاستفتاء». وأشار إلى أن عدد الموافقين على مشروع الدستور الجديد بلغ 7.490.319 ملايين مواطن، بنسبة 89.4 في المئة من عدد المستفتين، فيما بلغ عدد غير الموافقين 753208 مواطناً بنسبة 9 في المئة، وسجلت 132920 ورقة باطلة أي بنسبة 1.6 في المئة. في المقابل، رأى رئيس المجلس الوطني المعارض برهان غليون ل«عكاظ» أن نظام الأسد يصر على المضي في ممارسة مسلسل ولعبة خداع النفس، وابتكار المسرحيات ظنا بقدرته على خداع الرأي العام السوري والعربي والدولي. وقال غليون: «إن هذه الحيل التي لا تنطلي على أحد تعكس معاناة النظام من الضعف الذي يعاني منه وتثبت أن أيامه باتت معدودة»، لافتاً إلى أن التقارير التي تلقاها المجلس الوطني من داخل سورية تثبت أن أكثرية المواطنين السوريين في المدن والمحافظات قاطعوا ذلك الاستفتاء الصوري لتأكدهم من أن نتائجه معدة سلفا ولكونه نظم تحت وابل القصف وفوق أشلاء الضحايا الأبرياء الذين يسقطون برصاص يوميا. واعتبر غليون أن مصداقية نظام الأسد اهتزت بشكل كبير مدللا على ذلك بعدم قدرته على وقف عملياته العسكرية والقمعية وعجزه وأركانه عن اتخاذ أية خطوات من شأنها تحسين وجهه، حتى في يوم الاستفتاء الذي لم يكن سوى «مسرحية فاشلة»، لن تثني الشعب السوري عن عزمه وإصراره على التخلص من هذا النظام باعتباره ذلك الحل الوحيد لنيل حريته واسترداد إرادتها التي سلبت على مدى عدة عقود مضت.