وفقا لأنظمة الاتحادات البرلمانية، التي تلزم كل مجلس منضم إلى هذه الاتحادات أو يسعى للانضمام إليها أن يكون شعبة برلمانية تتولى تمثيل هذا المجلس في تلك الاتحادات البرلمانية، فقد شرع مجلس الشورى مع بداية أعمال الدورة الثالثة لأعمال مجلس الشورى في تشكيل مكتب يعنى بتنظيم مشاركة وفود المجلس بأنشطة الاتحادات البرلمانية العربية والإسلامية والإقليمية والدولية وكل الأنشطة المتعلقة بعلاقات المجلس بالمجالس المماثلة. ويقول الباحث علي بن عبدالمحسن التويجري المحاضر في كلية المجتمع بالرياض، أنه وانطلاقا من فهم شعبة العلاقات البرلمانية بمجلس الشورى للطابع الحيوي للدبلوماسية البرلمانية، فإنها نجحت نجاحا ملحوظا في الإفادة من الانضمام للاتحادات البرلمانية الدولية، على الرغم من قصر تجربتها البرلمانية وحداثتها. فقد بذلت الشعبة نشاطات مكثفة وشاملة على المستويين الحكومي والبرلماني، إضافة إلى الهيئات الدولية والإقليمية ومنظمات ومؤسسات الأممالمتحدة وبشكل يخضع للدراسة والتقييم بشكل مستمر. ويضيف: تأتي مباشرة المجلس لما يعرف بالدبلوماسية البرلمانية اتساقا مع الأهداف المحددة والمبادئ الثابتة لسياسة المملكة، حيث تنص المادة الخامسة والعشرون من النظام الأساسي للحكم على«تحرص الدولة على تحقيق آمال الأمة العربية والإسلامية في التضامن وتوحيد الكلمة.. وعلى تقوية علاقاتها بالدول الصديقة»، وقد شهدت شعبة العلاقات البرلمانية تطورا ملحوظا في أدائها وطريقة مباشرتها لمهامها، حيث تدرجت في ممارستها للدبلوماسية البرلمانية، فبدأت بإتمام الانضمام إلى جميع الاتحادات البرلمانية مع الاهتمام بالمشاركة الفاعلة والمميزة لوفودها، التي حملت هموم الأمة الإسلامية والعربية وعرضتها للنقاش مع مختلف برلمانيي العالم في جميع المحافل الدولية التي شاركت فيها، كما قامت وفود الشعبة بعرض القضايا العادلة للمملكة وشرحها، ودعم السياسة الخارجية للدولة، والتطورات المتعلقة بالشؤون الداخلية، من خلال الالتقاء بقيادات الدول التي تتم زيارتها، وبناء جسور التعاون من خلال الحوار مع الكتل البرلمانية التي تسهم في تكوين الحكومات في العديد من الدول. ويقول الباحث التويجري: إن المجلس ومن خلال انضمامه إلى تلك الاتحادات حرص على تحقيق الأسس الثابتة والراسخة التي تسير عليها المملكة على الصعيدين الداخلي والخارجي، كما سعى إلى إيصال صوت العدل والإنصاف في كل القضايا التي تمس الأمة العربية والإسلامية وعرضها للنقاش مع مختلف البرلمانيين استشعارا من المجلس بالدور الريادي الذي تمثله المملكة في مثل هذه القضايا باعتبارها قبلة المسلمين والداعم الكبير للقضايا العربية والإسلامية، كما لم يفت أيضا بيان رؤية المملكة تجاه جميع القضايا التي يعاني منها المجتمع الدولي، ورؤيتها تجاه القضايا الداخلية وخطواتها للإصلاح بما يتواكب ومتطلبات العصر، وسعت من خلال تلك المشاركات أيضا إلى خلق أجواء من التعاون مع الكتل البرلمانية التي تسهم في تكوين الحكومات وصنع القرار فيها. وقد انضم مجلس الشورى السعودي إلى عضوية عدد من الاتحادات البرلمانية منها اتحاد البرلماني الدولي واتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي، والاتحاد البرلماني العربي، اتحاد البرلمانات الآسيوية للسلام، الاتحاد البرلماني الدولي لتقنية المعلومات، منتدى برلمانيي إفريقيا والدول العربية للسكان والتنمية، اتحاد البرلمانيين الدولي للخدمة الاجتماعية، إضافة إلى رابطة مجالس الشيوخ والشورى.