في بيروت توقع عدد من القيادات السياسية اللبنانية أن يسهم موقف خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مع الرئيس الروسي ميدفيديف إزاء الأزمة السورية في أن تعيد موسكو النظر في حساباتها، مشيرين إلى أن موقف الملك حفظه الله يعبر عن غضب العرب من الفيتو الروسي المساند للقاتل ضد الضحية، ويؤكد في الوقت ذاته أن كرامة وحرية الشعب السوري لا مساومة حولهما. اعتبر عضو كتلة المستقبل النائب معين المرعبي الموقف الذي أبلغه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للرئيس الروسي تجاه الأزمة السورية يشكل موقفا عربيا إسلاميا حازما تجاه قضايا الأمة كافة، من شأنه أن يضع النقاط على الحروف على صعيد العلاقات العربية الروسية. وتوقع أن يدفع موقف خادم الحرمين الشريفين موسكو إلى إعادة حساباتها بشأن موقفها من الأزمة السورية، مشيرا إلى أن «النقض» الذي استخدمته روسيا في مجلس الأمن شكل طعنة للضمير الإنساني العربي، وموقف خادم الحرمين جاء معبراً عن غضب العرب من الفيتو الذي جاء ليساند القاتل ضد الضحية مستخفاً بدماء السوريين التي تراق يوميا بكثافة. ووصف المرعبي موقف خادم الحرمين الشريفين ب«التاريخي» جاء من رجل جعل العرب وقضاياهم في قلبه وعقله. بدوره، أوضح عضو كتلة لبنان أولا النائب خالد الضاهر أن موسكو تبلغت من خادم الحرمين الشريفين أن دماء السوريين والعرب ليست سلعة للمساومة والحوار بل هي دماء غالية لا يمكن السكوت عن الاستخفاف بها، لافتاً إلى أن خادم الحرمين الشريفين كان واضحا بموقفه الرافض للعودة إلى الوراء في الأزمة السورية لأن آلة القتل ما زالت تحصد الأرواح والمجازر ما زالت ترتكب يومياً. وأفاد أن موقف خادم الحرمين الشريفين يؤكد أن أي كلام خارج وقف دوامة القتل لا مكان له في هذه اللحظة التاريخية، معتبرا حديث خادم الحرمين الشريفين يشكل رسالة للجميع، لروسيا ولغيرها مفادها أن كرامة وحرية الشعب السوري لا مساومة حولهما، وأي حل يجب أن يكون لتحقيق تطلعات الشعب السوري للحرية والعدالة والأمن. من جهته، قال رئيس حزب الاتحاد الحركة التصحيحية حسن شلحة إن موقف خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز خلال الاتصال مع الرئيس الروسي مديديف هو استكمال للمواقف التي أطلقها منذ بداية الأزمة السورية، لافتاً إلى أن الموقف يأتي في مرحلة حاسمة بمسار الأزمة السورية وهي تنهي عامها الأول، لأن التضحيات الكبيرة التي قدمها هذا الشعب قد اقتربت إلى مبتغاها وأهدافها، وأية مساومة في هذه المرحلة تشكل خيانة لهذه الدماء الطاهرة. وأكد شلحة أن التاريخ سيسطر سيرة القائد العربي الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- بمداد من ذهب وسيروي أنه كان مدافعاً صلباً عن دماء أمته وكرامتها وعزها. وطالب شلحة من روسيا والصين أن تعتبرا من هذا الموقف، وتعيدا حساباتهما إزاء الأزمة السورية.