توجه الناخبون اليمنيون أمس إلى صناديق الاقتراع في مختلف مدن البلاد لانتخاب عبدربه منصور هادي رئيسا جديدا للبلاد، بموجب اتفاق نقل السلطة الذي توسطت فيه دول مجلس التعاون الخليجي الست الحريصة على تجنب الانزلاق إلى حالة من غياب القانون وسط إجراءات أمنية مشددة. وطوى اليمنيون أمس صفحة علي عبدالله صالح ، الذي حكم اليمن لما يقرب من ثلاثة عقود ونصف، ليبدأوا فتح صفحة جديدة مع «المشير» هادي، الذي بدأ بالفعل ممارسة مهام الرئاسة منذ 23 نوفمبر( تشرين الثاني) الماضي، بعدما تخلى صالح «طواعية» عن السلطة. ودعي أكثر من 12 مليون ناخب يمني إلى صناديق الاقتراع في هذه الانتخابات التي يقاطعها الانفصاليون الجنوبيون والمتمردون الحوثيون في شمال البلاد، ويتوقع إعلان النتائج خلال يومين. وأكد نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي عقب إدلائه أمس بصوته في الدائرة 12 في أمانة العاصمة صنعاء أن هذا اليوم يمثل منعطفا تاريخيا يعكس مدى حكمة اليمنيين من أجل الخروج من الأزمة والظروف الصعبة التي عصفت بالبلاد منذ مطلع العام الماضي. وعبر المرشح التوافقي الوطني عن سعادته الغامرة وهو يدلي بصوته في مرحلة دقيقة وحساسة .. معربا عن أمله في أن يستوعب الجميع طبيعة المرحلة الدقيقة من أجل اجتياز الواقع الصعب والولوج نحو السلام والوئام والإصلاحات الشاملة. وفتحت مراكز الاقتراع في عموم محافظات اليمن عند الساعة الثامنة صباح أمس وبلغ عدد الدوائر التي تم فتح مراكز الاقتراع فيها 293 دائرة من إجمالي 301 دائرة في عموم المحافظات. ولم تتمكن اللجان الانتخابية من ممارسة مهماتها في عدد من مراكز الدوائر كما في عدد من دوائر محافظة الضالع ولحج وأبين وصعدة التي تعارض الانتخابات. وعشية هذا الاستحقاق، سجلت أعمال عنف في جنوب اليمن وشرقه وتظاهرات مناهضة للانتخابات. لكن الحركات السياسية الرئيسية وفي مقدمتها التيارات المعارضة التي طالبت بتنحي صالح منذ يناير(كانون الثاني) 2011، تؤيد هذه الانتخابات التي تعتبر مصيرية لمستقبل اليمن. وإذا كانت النتيجة معروفة سلفا، فإن نسبة المشاركة ستكون مؤشرا إلى الدعم الشعبي الذي يحظى به خليفة صالح. وتسلط موجة من العنف في جنوب وشرق اليمن الضوء على التحديات التي سيواجهها خليفة صالح في سعيه لمنع البلاد من الغرق في الفوضى. وقال وزير الداخلية عبد القادر قحطان إن السلطات تفرض الإجراءات الأمنية لكن بعض أعمال العنف لا يمكن تجنبها في بعض المحافظات الجنوبية . وقال قحطان إنه توجد تدابير أمنية وقائية لمواجهة أي طارئ، وأي جماعة قد تهاجم الناس. وأضاف أنه لا تزال بعض الأحياء في أبين تحت سيطرة القاعدة، وأن هناك إخفاقات أمنية وأن وقوع تفجير هنا وهناك من الأمور المتوقعة.