وسط إجراءات أمنية مشدده توجه ملايين اليمنيين أمس إلى صناديق الاقتراع في اللجان الانتخابية في عموم محافظات البلاد للمشاركة في الانتخابات الرئاسية المبكرة، والتصويت لمرشح التوافق الوطني عبد ربه منصور هادي، صوت هادي في مركز انتخابي على بعد عدة أمتار من منزلة في شارع الستين بالعاصمة صنعاء وسط حضور امني كثيف. واعتبر هادي الانتخابات منعطفا تاريخيا يعكس مدى حكمة اليمنيين من أجل الخروج من الأزمة والظروف الصعبة التي عصفت بالبلاد منذ مطلع العام الماضي. وأعرب عن أمله في أن يستوعب الجميع طبيعة المرحلة الدقيقة والحساسة من أجل اجتياز الواقع الصعب والولوج نحو السلام والوئام والإصلاحات الشاملة، وقال للصحفيين انها ستمثل نقلة نوعية تطوي صفحة الماضي وفتح صفحة جديده نحو اليمن الجديد والدولة المدنية والتغييرات السياسية والاقتصادية الكبرى، وقال مسؤل امني قريب من هادي ل"الرياض" انه كان لديهم معلومات عن وجود سيارتين مفخختين وان إجراءات استثنائية اتخذت وتم نقل مكان اقتراع الرئيس هادي الى مكان قريب من منزله. يمني يشهر إبهامه المصبوغ بالحبر خارج مركز اقتراع (أ.ف.ب) وتفاوتت المشاركة من منطقة الى أخرى، حيث شهدت معظم المحافظات أبرزها تعز وصنعاء واب اقبلا كبيرا للناخبين، وشهدت بعض المحافظات الجنوبية هي عدن والمكلا بعض المشاكل الأمنية حيث منع مسلحون يعتقد أنهم ينتمون الى الحراك الجنوبي وصول الناس الى المراكز الانتخابية وقاموا بإطلاق النار بشكل عشوائي مما ادى الى عرقلة الانتخابات في بعض المراكز أبرزها المعلا والشيخ عثمان والمنصورة. وسقط طفل قتيلا برصاص طائش، كما قتل جندي في مواجهات مع المسلحين في المنصورة فيما انسحبت القوات الأمنية بشكل متعمد من المعلا مما سهل سيطرة بعض المسلحين على مركزا انتخابيا والعبث بالصناديق. واتهم ناصر الطويل امين عام الحراك الجنوبي انصار الرئيس علي عبدالله صالح بتوزيع الأسلحة على بعض العناصر لإعاقة الانتخابات بالقوة واتهام الحراك. كما قتل جندي في المكلا بحضرموت في اشتباكات مع المسلحين وأصيب اثنين اخرين فيما أصيب اثنين من المسلحين. وقام شباب في المكلا وعدن بإحراق إطارات السيارات وقطع الطرقات لإعاقة المقترعين وإلقاء الحجارة عليهم. ولم تسجل اية اعمال عنف في مناطق أخرى من الجنوب مثل شبوة التي شهدت إقبالا كبيرا للمقترعين، وقلل مسؤلون كثيرون من حجم المشاكل الأمنية التي كان يتوقع ان تكون كبيرة نظرا للوضع الأمني المتدهور منذ قرابة عام بعد انطلاق ثورة الشباب ضد نظام صالح في عموم اليمن. وقالت اللجنة العليا للانتخابات أن عملية الاقتراع جرت بصورة طبيعية في 292 دائرة انتخابية وأن عملية الاقبال على الاقتراح في ساعاتها الأولى فاقت المتوقع و أن بطائق الاقتراع نفذت في بعض المراكز الانتخابية .وقال عضوا اللجنة العليا للانتخابات والاستفتاء القاضي سبأ الحجي مشرف اللجنة الأمنية والقاضي سهل حمزة رئيس قطاع الإعلام والتوعية الإعلامية في مؤتمر صحفي أن عملية الاقتراع أن توقفت في 9 دوائر انتخابية منها خمس دوائر في محافظة لحج وثلاث في الضالع ودائرة واحدة في أبين. وأوضح انه تم تسجيل عدد من الحوادث الأمنية في بعض الدوائر منها حادثة قنص من منزل مجاور لمركز انتخابي تابع للدائرة (142) استهدف أحد أفراد الأمن المكلفين بحراسة اللجنة وتم ضبط أربعة من الجناه ويجري التحقيق معهم وكذا حادثة أخرى في الدائرة (25) ويجري حاليا تتبع الجناة. وشهدت المناطق التي تنتشر فيها المعارضة والتي تعرضت للقصف من قبل قوات صالح خلال الأشهر الماضية في كل من صنعاء وتعز إقبالا كبيرا للمصوتين. وبرر كثير من المصوتين برغبتهم في طي صفحة الرئيس صالح ونظامه الى الابد. وقالت سوسن البعداني ل"الرياض": "صوت لعبد ربه منصور هادي لأنني ارغب في وضع نهاية لنظام صالح وحكمة العائلي الذي انهك البلد ولم يخلف لنا سوى الفقر والبطالة والمشاكل." وأضافت:" اذا لم يقم عبد ربه بواجبة على أكمل وجه سوف نثور ضده من جديد".