أدلى ملايين الناخبين في اليمن لأول مرة أمس الثلاثاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية المبكرة لانتخاب المرشح التوافقي عبد ربه منصور هادي نائب الرئيس اليمني في انتخابات تمثل بداية لحقبة ما بعد الرئيس المنتهية ولايته علي عبد الله صالح. وشهدت الانتخابات إقبالا كبيراً من قبل الناخبين في اليمن. ووصف هادي لدى الإدلاء بصوته في الانتخابات بأنها تمثل «منعطفا تاريخيا يعكس مدى حكمة اليمنيين من أجل الخروج من الأزمة والظروف الصعبة التي عصفت بالبلاد منذ مطلع العام الماضي». ووفقا لوكالة «سبأ» اليمنية، فقد أعرب هادي عن أمله في أن «يستوعب الجميع طبيعة المرحلة الدقيقة والحساسة من أجل اجتياز الواقع الصعب والولوج نحو السلام والوئام والإصلاحات الشاملة». وأعلنت اللجنة العليا للانتخابات أن 50 من المراكز الانتخابية بمحافظة صعدة شمال غربي اليمن لم تبدأ فيها الانتخابات جراء الأوضاع الأمنية هناك. وقام المسلحون الحوثيون بإغلاق عدد من مراكز الاقتراع احتجاجا على الانتخابات التي وصفوها بأنها «التفاف على الثورة وخيانة لدماء الشهداء». وشهدت المناطق الجنوبية أعمال عنف متفرقة، حيث تمكن الانفصاليون الجنوبيون المعارضون للانتخابات اليمنية أمس من إغلاق نصف مراكز الاقتراع في عدن بالقوة إضافة لعدة مراكز في باقي المحافظات الجنوبية، فيما أسفرت أعمال العنف المرتبطة بالانتخابات في الجنوب عن مقتل أربعة أشخاص بينهم عسكريان وطفل, حسبما أفادت مصادر أمنية وناشطان. وأكد مسؤول حكومي طالبا عدم الكشف عن اسمه أن «نصف مراكز الاقتراع في عدن سقطت بعد أن اقتحمت من قبل مسلحي الحراك الجنوبي» المطالب بالانفصال. وتضم محافظة عدن عشر دوائر انتخابية وعشرين مركز اقتراع بينها عشرة مراكز باتت تحت سيطرة مناصري الحراك الجنوبي بحسب المصدر الحكومي. وغابت صناديق الاقتراع عن مناطق واسعة من محافظتي لحج والضالع الجنوبيتين حيث ينشط الحراك الجنوبي، كما سجلت أعمال عنف متفرقة واشتباكات بين القوات الحكومية والانفصاليين الجنوبيين الرافضين لإقامة الانتخابات الرئاسية، بحسب مصادر أمنية وناشطين. وأسفرت هذه المواجهات في المكلا بحضرموت (جنوب شرق) وفي لحج وعدن عن مقتل عسكريين اثنين ومحتج وطفل بحسب مصادر متطابقة. وفي عدن، شهدت أحياء دار سعد والمنصورة والمعلا وخور مكسر وكريتر توترات شديدة ومواجهات فيما أعرب سكان عن خوفهم من الاقتراع في ظل انتشار عمليات تادل إطلاق النار.