أكد مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ أن من تيسير الله في طريقة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لم يكلف الإنسان ما لا يطيق، وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الإمام تركي بن عبدالله وسط الرياض أمس «بعض أبناء المسلمين يتصور التيسير شكل خاطئ فيعترض أحيانا على الأوامر والنواهي ويقول إن هذا تشدد وتكلف وهذا من سوء فهمه، فهذه الشريعة شرعها الله وأكملها وأتم بها النعمة ورضي بها لنا، فمن ادعى تشددا في أحكام وأوامر ونواهي الشرع فهذا خطا منه وسوء فهم». وأضاف «بعض الناس يتصور التيسير بالتخلي عن بعض أحكامها وتجاوز المحرمات واستباحة ماحرم الله بدعوى التيسير فهذا من سوء الفهم وقلة الايمانم التيسر ليس نابع من تصور البشر وليس لنا حق أن نحرم ما لم يحرم الله أو نبيح ما لم يحل الله». وأكد أن التيسر مطلوب ولاسيما في قيادة الأمم والمسؤولون في قيادة الأمم، مبينا أن الموفق من القادة من سخره الله ميسرا وسببا لتفريج هم المواطنين ودفع الظلم والأذى عنهم وتحسس مشاكلهم وسماع شكاواهم لما يكون به العدل والإنصاف، أما القادة القتلة الظلمة السفكة للدماء الناهبون للأموال الباغون الذي قست قلوبهم وقتلوا الأطفال والمسنين والنساء ومدوا أيديهم لأعداء الإسلام وأكفر خلق الله على الإطلاق تعاونا معهم على أهل الإسلام والسنة والجماعة فكم سفكوا الدماء ونهبوا الأموال وهتكوا الأعراض أولئك قوم سيرتهم منذ القرون خالية ملوثة أيديهم بالدماء هم عون مع الصليبيين والتتار ضد الإسلام وعون على كل من يريد للإسلام الكيد والبلاء. وتعليقا على خطبة المفتي العام ، قال الشيخ الدكتور صالح بن حميد: «إن رفع الحرج والسماحة والسهولة راجع إلى الاعتدال والوسط فلا إفراط ولا تفريط، فالتنطع والتشديد حرج في جانب عسر التكليف، والإفراط والتقصير حرج فيما يؤدي إليه من تعطيل المصالح وعدم تحقيق مقاصد الشرع، مضيفا «التوسط هو منبع الكمالات، والتخفيف والسماحة ورفع الحرج على الحقيقة هو في سلوك طريق الوسط والعدل». من جانبه، قال الأكاديمي الدكتور سمير الحراسيس: «إنه لما كانت هذه الشريعة آخر شريعة سماوية، كان لابد أن تكون مميزة بخصائص ومميزات تجعلها قابلة للثبات والاستمرار ومواكبة لحياة الإنسان مهما كان، وفي أي عصر كان وفي أي مكان كان. وأضاف «من أهم المميزات التي تميزت بها شريعتنا الغراء رفع الحرج عن المكلفين والتيسير عليهم، وهذه ميزة ميزت الشريعة الإسلامية عن غيرها من الشرائع الأخرى السابقة».