أوصى امام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور اسامه بن عبد الله خياط المسلمين بتقوى الله عز وجل. وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي القاها اليوم بالمسجد الحرام // ان من كريم صفات المؤمن وجميل سجاياه وحلو شمائله كمال الحرص على التزام اخلاق المتقين من عباد الرحمن ودوام النصرة من خصال اهل الخسة والفجور الذين صغرت نفوسهم ولؤمت طباعهم وقست قلوبهم وعدو عن امر ربهم وزين لهم الشيطان اعمالهم فحسن لهم ماقبحه الله ورسوله وأغراهم به وجرأهم عليه فخط على قلوبهم وسول على نفوسهم فتردوا بتسويله في وحدة الباطل وتلوثوا بأرجاس الكبائر واصبحوا من حزب الشيطان وجنده الا وان من اقبح صفات هذا الفريق وأشدها نكرا صفة الغدر التي بلغت الدرك الاسفل من الخسة واللؤم وانحراف الفكر وفساد القلب وموت الشعور الذي يفضي به الى الاعراض التام عن الاوامر والنواهي والى ان يصم اذنيه عن كل داع الى الحق وعن كل محذر من الباطل. واضاف يقول // ولاريب ان ماوقع هذه الايام من اعتداء على بعض المقيمين في هذه البلاد وماترتب عليه من سفك الدماء المحرمة وترويع وفساد في الارض لاريب انه فعل من لم يخف الله تعالى من اهل الغدر الذين لايرجون لله وقارا ولايحرمون ماحرمه الله سبحانه ولايعظمون ماعظمه ان حق من ظل الطريق في مفازة او خفي عليه السبيل في فلاة او في غيرها ان يوجه ويرشد إلى الجادة حتى لايهلك جوعا او عطشا لان هذا من المعروف الذي يتصدق به الانسان ازدلافا الى ربه ورجاء القربى عنده ولانه من صنائع المعروف وهي تقي من مصارع السوء كما جاء في الحديث الشريف ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال // صنائع المعروف تقي مصارع السوء // واهل المعروف في الدنيا هم اهل المعروف في الاخرة اما ان يفاجئ باطلاق النار عليه ممن كان يضن انه سيرشده وسينقذه فهذا غدر يأباه الله ورسوله ويبرأ منه كل مؤمن يحذر الاخرة ويرجو رحمة ربه . وتسائل فضيلته قائلا // الم يطرق سمع من فعل هذه الفعلة النكراء ماجاء من الوعيد الصارخ على لسان نبي الرحمة والهدي صلوات الله وسلامه عليه كل من قتل نفسا او قتل رجلا غدرا وذلك في الحديث قول رسول الله صلى الله عليه وسلم // من امن رجلا على دمه فقتله فانه يحمل لواء غدر يوم القيامة // وفي الصحيحين قول رسول الله صلى الله عليه وسلم // ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة يقال هذه غدرة فلان لفلان // وفي هذا من الفضيحة لصاحب الغدر والتشهير به على روؤس الاشهاد يوم القيامة مع ماأعد له من شديد العقاب . واوضح فضيلته ان هؤلاء الذين قتلوا غدرا منهم معاهدون دخلوا دار الاسلام بإذن ولي الامر او نوابه وموظفيه فهم في امان ولي الامر ابتداءا وفي امان المسلمين تبعا فكيف يصح خطف هذا الامان والتعدي على هذه الحرمة وانتهاك هذا الحمى وقد زجر النبي عن ذلك اشد الزجر ونهى عنه بقوله / من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة وان ريحها يوجد من مسيرة اربعين عاما //. // يتبع // 1446 ت م