أكد مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، أن المحبين للفوضى والفساد في المجتمعات الإسلامية وبلاد الحرمين تحديدا، فئة ضالة تتستر بالإسلام وتبطن عداءها للأمة. وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها في جامع الإمام تركي بن عبدالله وسط الرياض: «من فضل الله ونعمه أن من على هذا البلد المبارك، فجعله آمنا مطمئنا رخاء سخاء أمنا واستقرارا، فيه علو لشعائر الإسلام وفعل للخير والاطمئنان في النفوس وتعاون القيادة مع المواطن على أكمل صورة وأتمها». وأضاف «هذه النعم التي يتمتع بها البلد يمتاز بها بفضل الله بأسباب تحكيم شريعة الله وتنفيذ حدوده وردع المجرمين والآثمين ومن تسول لهم أنفسهم الشرور والفساد من توفيق الله لنا وفضله». وأوضح مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء «أن الحاقدين على الأمة المبغضين لها المحبين للسوء والفساد والفوضى في المجتمعات الإسلامية، يتظاهرون بالإسلام وخدمة قضايا الإسلام ويتظاهرون بما يتظاهرون به، ولكنك إذا نظرت إلى أعمالهم وتصرفاتهم ونظرت إلى دسائسهم الخبيثة وما أحدثوه من شرخ في قلب الأمة الإسلامية وما أحدثوه من فوضى في العالم الإسلامي، علمت أن دعواهم الإسلام دعوى كاذبة وأن أفعالهم تخالف أقوالهم». وشدد الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، على أن هؤلاء يحبون نشر الفوضى في بلاد الحرمين ويسعون جاهدين لذلك، وقال: «هؤلاء ممن انطمست فطرهم وضعف إيمانهم هم أعداء الله ورسوله وهذا الدين قديما وحديثا هم الذين أصيب الإسلام بأسبابهم ونكب المسلمون بأسبابهم فما فوضى في الإسلام قديما وحديثا إلا على أيديهم وتصرفاتهم لأنهم ينطلقون من منطلق سيئ وهو العداء لهذا الدين فهم لا يؤمنون بكتاب الله ولا يصدقون سنة رسول الله ولا يحبون أصحاب رسول الله ولا يوالون أهل الإسلام بل قلوبهم ومودتهم مع أعداء الإسلام قديما وحديثا». وبين مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء «هذا البلد الآمن المستقر لا تزعزعه شرذمة خضعوا لأسيادهم الظالمين الطاغين الذين يريدون نشر الفوضى والفساد في بلاد الإسلام»، وأضاف «هذا البلد الآمن المطمئن الذي لا يصلح للفوضى ولا يرضى بها ولا يقرها لأن دين الإسلام يرفضها ويأباها، دين الإسلام الذي يحترم الدماء والأموال والأعراض ويقضي على المفسدين ويقطع دابر المحاربين والمفسدين». وزاد «بلد من الله عليه بخدمة الحرمين الشريفين وتأمين الحجيج وتسهيل مهمتهم وتذليل الصعاب دونهم بلد من الله عليه بهذا الارتباط الوثيق والتعاون التام بين القيادة والرعية لا يمكن أن يكدر صفوها شراذم دبرتها ونظمتها قوى خارجية باطلة معلوم عداؤها للإسلام وبغضها وكم أرادوا من شر ولكن يأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون». واستطرد قائلا: «كم حاولوا من مؤامرات ولكن الفشل يصحبهم لأن النوايا سيئة والمقاصد خبيثة، فبلادنا بلد آمن مستقر بلد مطمئن وأفراده كلهم بهذا معترفون وموقنون بنعمة الله عليهم يؤلمهم ما يسمعون مما يجري حولنا من فتن ومصائب يوقد شرها ويذكي نارها تلك الفئة الحاقدة المتسترة بالإسلام وخدمة قضاياه ولكنهم في باطن الأمر أعداء للأمة وأعداء لدينها». وحذر المفتي من الاغترار بدعاوى هؤلاء «فلا يمكن لمسلم أن يقع في قلبه حب لهؤلاء أو اعتقاد أن هؤلاء دعاة إصلاح وإسلام، فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم، أما هؤلاء فإنهم ضد الإسلام في القرون الخالية، كم نكب الإسلام على أيديهم وكم سفكت الدماء البريئة على أيديهم وكم نهبت الأموال على أيديهم وكم ذل الإسلام على أيديهم ولكن الله يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته». وحض الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، على الوحدة والاجتماع «فلنكن جميعا يدا واحدة وقوة واحدة وصفا ملتحما أمام من يريد النيل بأمننا واستقرارنا، فنحن لا نرضى بهذا ولا يرضى أي مسلم بتلك الشراذم أن تندس بين صفوفنا أو تثير بلبلة في بلادنا، فنحن على العهد السابق ومع القيادة في كل خير وعون لها في كل ما تهدى إليه من ردع الشر والفساد، وفق الله قيادتنا لكل خير وحمى بلادنا وبلاد المسلمين من كل سوء وطهرها من كل إجرام». واختتم خطبته قائلا: «إن ما يحدث في بلاد الإسلام أمر محزن حينما يرى انعدام الأمن واختلال النظام وتعثر المصالح وحياة الناس، يرى تلك الفتن والمصائب ليحزنه ذلك وليعلم أن هذه الفتن والمصائب وراءها أولئك الشراذم الضالة والمنحرفة يدعون نصرة قضايا فلسطين والفلسطينيين وهم أعداؤهم قديما وحديثا لا خير فيهم ولا في مؤتمراتهم التي يتظاهرون بها ولكنهم ضد الأمة في كل أحوالهم، كفى الله المؤمنين شر أعدائهم وأذل أعداءهم».