نطنطة الغراب يبدو أن نادي الاتحاد يمر بإحدى أسوأ المراحل عبر تاريخه الطويل، فكل ما يدور في سماء هذا الكيان حاليا، لا يوحي بأي تفاؤل أو حتى بصيص من أمل يلوح في أفق العميد، فكل الطرق المؤدية إلى عودته من جديد إلى الواجهة أصبحت مغلقة ومليئة بالعقبات التي تمنع عودته مجددا إلى موقعه الطبيعي كأحد ركائز وثوابت الكرة السعودية، وبما أن الأمور في هذا النادي العريق أصبحت مفتوحة على مصراعيها أمام القاصي والداني لتشريح واقع مرير يعيشه هذا النادي، فإنني استغربت كثيرا ما قام به المدرب الوطني عبدالله غراب من خلال تنقله عبر أكثر من برنامج فضائي وذلك عقب استقالته، بهدف نشر غسيل نادي الاتحاد واتهام الإدارة بالتدخل في عمل المدرب المقال السلوفيني ماتياس كيك، بالإضافة إلى أن إدارة النادي كانت ضعيفة وغير صارمة تجاه نجوم الفريق، وأن هناك لاعبين يساومون إدارة النادي ماليا، بالإضافة إلى العديد من الأمور التي تطرق لها «الغراب»، والتي ستزيد بكل تأكيد من حالة الانقسام والفرقة داخل البيت الاتحادي، وتزيد من حالة الاحتقان الجماهيري والشرفي والإعلامي تجاه إدارة النادي، وأنا بدوري أتساءل لماذا خرج «الغراب» في هذا التوقيت وبدأ في تشريح واقع ومشكلة الاتحاد وهو الشخص الذي كان بيده الكثير من الحلول إبان إشرافه على الفريق الأول، أخشى أنه كان يتحين هذه الفرصة للظهور في كل تلك القنوات الفضائية ليقول للجميع أنا هنا، في وقت كان المفروض منه أن يكون أكثر هدوءا واتزانا في هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها الاتحاد، فلماذا لم يجعل «الغراب» من جمال فرحان وعبد الله فوال قدوة له في صمتهما ورحيلهما دون ضجيج يذكر، ولكن يبدو أن «الغراب» أراد أن يطير في عجة الخلافات، وأن يحجز له مكانا في دائرة «الشو» التي بحث عنها بعض من غادروا الاتحاد ليلعبوا دور البطولة في الحلقة الأخيرة، ولكن للأسف بعد أن مات البطل الحقيقي. سالم الأحمدي