بدأت حالة تتنامى في الوسط التشكيلي المحلي استعانة بعض الفنانين المقتدرين بالأقلام المستوردة في تقديم معارضهم الشخصية وتأليف الكتب عنهم وعن حياتهم الاجتماعية والفنية، معتقدين وصولهم إلى مرحلة تتطلب كتابة سيرهم الذاتية وإنجازاتهم التي لم تتعد رؤوسهم، كنوع من الوجاهة، مقلدين رموز الفن العالمي متوهمين بما سكب من الحبر على تلك الوريقات مصدقين العبارات المفخمة والتفريط المجامل في التمجيد والألقاب التي منحت لهم من كتاب مقاولون تنقصها الدقة والمصداقية وارتباطها بالمفاهيم والمصطلحات والتصنيفات المدرسية تستمد مفرداتها ومصطلحاتها من النص الغربي المترجم عسيرة الهضم ومحاولة فرضها عنوة على إنتاجهم الفني وقضاياه المعقدة ولا تتفق محتواه، يساهم في عدم وضوح الرؤية وتكثيف الضبابية أمام الفنان ذاته وتضليل جمهور المتلقي، الذي يشكل خطورة على القراء والمتذوقين وأيضاً على فكر وأداء الفنان ويصيبه الغرور ولا يدفعه للارتقاء بمستويات إنتاجه؛ لأنه وصل للتألق والنجومية والذي هو في أمس الحاجة في كافة مراحل وخطواته الفنية إلى القراءة التربوية التي بها يضعه والمتلقين على الحقيقة وعلى طريق التذوق الفني لكافة الاتجاهات ويحل كل التعقيدات بأسلوب مبسط قادر على توسيع القاعدة الاجتماعية لمتذوقي الفنون، وتضعه هذه الإشكالية في حيرة متضاربة وصراع نفسي، قد يصل به الأمر إلى الإحباط والعجز وما سينساق إليه من المزيد من التدهور والانحطاط وسينتهي به إلى التهميش، وهذه الحالة تسيء إليه، مما يدفع به إلى عدم الرضا والاعتراف بواقعه ومستواه الفني الحقيقي ويساهم في اتساع الفجوة بينه وبين جمهوره وضياع حقوق الفن الحقيقي وركود الطرح الفني وعدم وجود فكر واتجاهات فلسفية محددة واضحة في ظل غياب التقييم لتجارب الفنانين ومدى جدية عطائهم واختلاط المفاهيم في عدم وضوح الخط الفاصل بين مسمى مبدع ومبتدع. [email protected]