تهدم الطبقية الفكرية والاجتماعية يوما بعد يوم في وسائل الاتصال الحديثة، وكما يقول رواد الإعلام الحديث إنه قادر على أن يقوي الروابط الاجتماعية بعكس سالفه (الإعلام التقليدي) الذي يصنع النخب ويعزز الطبقية. مقولة «لا أدري» إن كانت تنطبق على مجتمعنا المحلي، اعتمدت التغطية الإعلامية فيما مضى على الأحداث الاجتماعية والحكومية في الحياة العامة ومؤسسات الدولة عبر المراسلين الصحفيين ووكالات الأنباء أو تصريحات المسؤولين. اليوم بات لزاما على الإعلامي الناجح أن يتتبع حوارات وتوجهات الجماهير على الإعلام الجديد فهنالك الحدث. الحركة الجماهيرية على شبكات التواصل الاجتماعي تحتضن بين ثناياها زخما كبيرا من تبادل الأفكار بشكل يومي، بها تناقش الأفكار وتتغير القناعات ويتعمق التواصل وتتغير المواقف والرؤى. شهدت الساحة التويترية بالذات على مدى الأسابيع الماضية مواقف ورؤى جماهيرية ضد ومع تيارات فكرية وشخصيات لها أتباعها، ما بين مؤيد ومعارض، تتأرجح الرؤى والمواقف، يستشهد كل بما استطاع لدعم موقفه ورؤيته. أتساءل: أين غاب التسامح والتحاور بين أبناء الوطن الواحد، لا شك أن كل فعل حاد له جذوره وترسباته لكن هذا لا يلغي أبدا مبدأ التسامح والتعقل في طرح الأفكار والتهم والكلمات. ما يتلخص لنا من هذا كله أنه بات لزاما على الإعلامي المسؤول أن يتتبع ما هو جدير منها ليواكب الحدث، وبات لزاما على المستخدم أن يرتقي بأسلوب حواره ونقاشه للأفكار في خضم هذا التدفق من التبادل المعلوماتي الثقافي، فقد ثبت للمتابع أن كلمات قليلة لها فعل الدبابات في إشعال وإخماد الصراعات بين أبناء المجتمع الواحد. ليكن الإعلام الجديد واحة لتبادل الأفكار دون تعصب بعيدا عن المهاترات والألفاظ التي لا تليق بالجميع، العالم يشاهدنا والتاريخ يسجل ما ندون. أكاديمي باحث في لغويات الإعلام للتواصل : https://twitter.com/#!/Otaiff