سعدت في الأسبوع الماضي بالمشاركة في بعض الأنشطة الثقافية لمهرجان الجنادرية السابع والعشرين في مدينة الرياض. وكالعادة، نجح المهرجان في جذب عدد من المفكرين والكتاب العرب ومن دول صديقة أخرى للمشاركة في أنشطته الثقافية. وقد شاركت في عدد من الندوات الخاصة بعلاقات الدول العربية مع دول الجوار. وكانت هناك ثلاث جلسات مهمة ناقشت العلاقات العربية التركية، والعلاقة العربية الإيرانية. وكانت مشاركة الأساتذة الأتراك مميزة جدا، وهم متعاطفون مع القضايا العربية. وساعدوا في نقل بعض محاضرات زملائهم من اللغة التركية إلى اللغة العربية، حتى يتسنى للحاضرين متابعة هذه المحاضرة. وتحدث المحاضرون الأتراك عن علاقات تركيا مع العالم العربي، وتطرقوا إلى علاقاتها المميزة مع دول الخليج العربي. وكانت هناك ورقة تركية عن علاقات تركيا مع العراق. كما لفت الكاتب إلى أن هناك (لوبيا إيرانيا) فاعلا وقويا في تركيا، ويؤثر على الصحافة والإعلام، داعيا دول الخليج إلى افتتاح مراكز ثقافية وبحثية في تركيا، وتعميق تواصلها مع طبقات الشعب التركي المختلفة المتعاطفة مع المملكة. وكالعادة، سيطر التاريخ والجيوبوليتيك على التحاليل المطروحة. غير أن الحقيقة أن إيران أيضا تعاني من الداخل، فقد ألحقت بها العقوبات الاقتصادية التي فرضتها كل من الولاياتالمتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، نتيجة الأزمة النووية. أضرارا يمكن أن تؤدي إلى شلل عظيم يحيط بالاقتصاد الإيراني، وقد يقود في رأي هذا المحلل إلى انهيار داخلي. فليس من المستغرب أن تنهار دول قوية، وحتى نووية، من الداخل بفعل ضعفها الاقتصادي. ولنا في الاتحاد السوفيتي في الماضي خير دليل. وهو القوة العسكرية الضاربة، حيث إنهار فجأة ودون مقدمات عام 1991م. وحسب تحليلي، فإن الاحتياطي النقدي لدى إيران سيعطيها مرونة أكثر في التعامل مع هذه العقوبات. غير أن ما يضيرها هو دينامية العلاقة بين الطبقات الثلاث الرئيسية المكونة لنخبتها السياسية، والتي تشهد منذ زمن تغيرات عميقة. والملاحظ أن المثقفين اللبنانيين المشاركين في أنشطة الجنادرية الثقافية كانوا من أكثر الوفود نشاطا ومشاركة في النقاشات الدائرة، فهم يدعون أن بلادهم محتلة من قبل فئات محسوبة على إيران. ويبدو أن التجربة التاريخية لبلاد الشام مع الدولة العثمانية سابقا قد حفرت جروحا غائرة في الذاكرة اللبنانية. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 119 مسافة ثم الرسالة