عقد مركز الدراسات الاستراتيجية بمعهد الدراسات الدبلوماسية أمس بالتعاون مع إدارة التعاون الدولي حلقة نقاش بعنوان: "السياسة الخارجية التركية الحالية تجاه الشرق الأوسط: المصالح والدوافع". وقد تحدث في الحلقة كل من بولند كرادينيز رئيس مركز الأبحاث الاستراتيجية بوزارة الخارجية التركية بأنقرة، والبروفسور تشاغري أرهان عضو هيئة التدريس بكلية العلوم السياسية بجامعة أنقرة، و الدكتور ميتان تشكيلبالا عضو هيئة التدريس بجامعة الغرف والبورصات التركية للاقتصاد والتقنية ، والخبير في الشئون التركية الأستاذ عبدالله الشمري. وقد أدار الحلقة الدكتور منصور بن عبدالله المنصور المشرف على مركز الدراسات الاستراتيجية، وشارك فيها إياد مدني, والقائم بالأعمال في السفارة التركية بالرياض الدكتور صادق أرسلان، بالإضافة إلى عدد من أعضاء هيئة التدريس بالمعهد، وجامعة الملك سعود, ومسؤولي وزارة الخارجية, والأجهزة الحكومية ذات العلاقة. واستعرض المتحدثون في الحلقة عدداً من أسباب التحولات الجارية في السياسة الخارجية التركية كان أهمها: انتهاء الحرب الباردة, الأمر الذي منح تركيا حرية ومساحة للتحرك بعيداً عن التوجهات الأميركية، محاولات تركيا الانضمام للاتحاد الأوروبي، خلفيات النخبة التركية الجديدة وتصوراتها، القضية الكردية؛ التغيير في بيئة تركيا الأمنية منذ الغزو الأميركي للعراق في 2003؛ ورغبة تركيا في تطوير بيئة أمنية مستقرة في جوارها الجغرافي. ورأى المتحدثون الأتراك أنه حتى مع التغييرات الحاصلة في السياسة الخارجية التركية ستظل عضوية تركيا في حلف الناتو، ورغبتها في الانضمام للاتحاد الأوروبي من أساسيات هذه السياسة وقواعد رئيسة لها. كما أن التحول في السياسة الخارجية التركية الحالية يقوم على عدد من المبادئ أهمها: حل المشاكل مع دول الجوار, ولعب دور الوسيط النزيه في عدد من الخلافات الإقليمية؛ والبقاء على المسافة نفسها من القوى الإقليمية؛ والعمل على إشاعة السلام وضمان الاستقرار الإقليمي والموازنة بين الأمن والحرية. وخلصوا إلى أن التحول في السياسة الخارجية التركية نحو تطوير علاقاتها الإقليمية ليس مقصورا على منطقة الشرق الأوسط بل هو ماثل في العلاقات مع أرمينيا وروسيا واليونان.وطالب المشاركون في الحلقة بتعزيز التعاون بين الدول العربية وتركيا, وتكثيف التواصل في إطار دبلوماسية المسار الثاني، ومن خلال القنوات الأكاديمية والثقافية المباشرة بين الأطراف كافة بهدف الوصول إلى فهم مشترك يعزز فرص التعاون بما يزيد من فرص تحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة. وقد أثار المشاركون في الحلقة عددا من القضايا مثل تأثير التنافس بين القوى السياسية التركية على هذا التحول في السياسة التركية ومستقبله. كما نوقشت الرؤية التركية للموضوع الإيراني, والخلافات المذهبية والطائفية في المنطقة. وفيما يتعلق بإيران أكد المشاركون الأتراك في هذا الصدد أن موقف تركيا واضح تجاه رفض تملك إيران سلاح نووي, وعدم قبول عزل إيران وحصارها, وعدم التحدث معها في الوقت نفسه, لان من شأن ذلك أن يؤدي إلى إتباعها سياسات قد تؤدي إلى زيادة مستوى التوتر في المنطقة.