مع الإعلان عن أربع حالات يشتبه في إصابتها بحمى الضنك في مدينة جازان، عبر الأهالي عن تخوفهم من تفشي المرض خاصة في ظل وجود الكثير من العوامل المساعدة، وطالبوا أمانة المنطقة والصحة بسرعة القضاء على التجمعات المائية المنتشرة في بعض المواقع داخل الأحياء السكنية قريبا من المنازل. وكشفت جولة «عكاظ» يوم أمس في عدد من الأحياء السكنية داخل مدينة جازان، عن تواجد عدد من المستنقعات الراكدة بانتظار تدخل الجهات المعنية لردمها منعا لتفشي الأوبئة. وطالب محمد علي مهدي أمانة المنطقة بردم التجمعات المائية في بعض المنخفضات في الأراضي السطحية بحي المطار، وتكثيف عملية الرش خاصة مع انتشار البعوض بكثرة في الحي أمام المنازل وداخل الأحواش ودورات المياه، وكذلك عند مصبات المكيفات الهوائية. ويؤكد أبكر فرساني أن البعوض يتواجد بكثرة داخل الأحياء السكنية وهو ما ينذر بتفشي الأمراض الوبائية ويهدد بالإصابة بحمى الضنك خاصة بعد الاشتباه في إصابة أربع حالات بحمى الضنك. معاناة القرى ولا تختلف معاناة سكان القرى عن سابقيهم، فما إن تغرب الشمس حتى يستعدوا لمواجهة هجمات أسراب البعوض على المنازل، وتستمر تلك المعاناة إلى شروق الشمس، ليأتي هجوم آخر من الذباب. ولم يجد الأهالي وسيلة للحد من هجمات البعوض ليلا إلا بإشعال النيران في الإطارات التالفة في ظل ضعف جهود المكافحة من قبل الصحة والزراعة والبلدية، على حد قولهم، وهم يتخوفون من انتشار أمراض خطيرة مثل الملاريا وحمى الضنك. ويرى محمد حسين عطيف أن قرية القحمة الأكثر معاناة من البعوض كونها تقع في منطقة غنية بالنباتات والمياه، مبينا أن الأهالي يحاربون البعوض بوسائل تقليدية كالناموسيات والمبيدات الحشرية. وتحدث يحيى عبدالله عن وجود أعداد كبيرة من العمالة الوافدة المجهولة في المنطقة، حيث سجلت صحة جازان إصابة عدد منهم بأمراض وبائية. ويشير محمد الحريصي من محافظة العارضة شرقي جازان، إلى أن المواطنين في المرتفعات الجبلية يعيشون في مواجهات ليلية يومية مع أسراب البعوض بحلول فترة المساء. برنامج للمكافحة المنزلية من جهته أوضح أمين منطقة جازان المهندس عبدالله بن محمد القرني أن الأمانة ممثلة في إدارة الإصحاح البيئي بدأت فعليا في تنفيذ برنامج للمكافحة المنزلية يهدف إلى مكافحة بؤر تكاثر الحشرات داخل المنازل باعتبارها بيئة ملائمة لتكاثر اليرقات وخاصة يرقات بعوضة الايس ايجبتاي الزاعجة، وهي الناقلة لحمى الضنك، وهذا إجراء وقائي يتم تنفيذه في الأحياء والقرى التي سبق وأن ظهرت بها حالات إصابة إيجابية خلال الأعوام السابقة. ودعا كافة المواطنين بالتعاون مع فرق الرش الراجلة، مشددا على ضرورة اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة لإزالة مثل هذه البؤر في تجمعات المياه الصغيرة أو الكبيرة وتصريف مياه المكيفات بالشكل الصحيح وعدم تجميعها داخل السطول المكشوفة لعدم إعطاء أي فرصة لتكاثر البعوض بها. وبين أن انخفاض عدد الحالات هذا العام قد يكون مؤشرا جيدا لارتفاع الوعي في المنطقة، ولكن ذلك لا يعني القضاء على المرض أو ضمان عدم ظهور حالات جديدة، إلا أنه من الضروري إيضاح أن العديد من السلبيات لا تزال تشكل ظاهرة سيئة لدى بعض المواطنين، وتتمثل هذه السلبيات في أوعية تخزين المياه المنزلية غير المحمية بمختلف أشكالها مثل خزانات البراميل والجرادل والسطول وغيرها سواء البلاستيكية أو الحديدية أو المصنوعة من الفيبرجلاس، وكذلك الأوعية المستخدمة في جمع المياه الناتجة عن عملية التكثيف بالمكيفات والإطارات والآنية والحاويات المهملة والمخلفات المنزلية والعلب الفارغة الملقاة في الطرقات ومزاريب المياه القديمة وأحواض الأشجار وتجمعات المياه الناتجة عن الأمطار سواء في الشوارع أو الأراضي البيضاء أو أوعية شرب الحيوانات والبراميل والخزانات المستخدمة لتخزين المياه وغرف تفتيش الصرف الصحي والسيارات والمراكب البحرية المهملة وتجمعات مياه المزارع غير المخططة الناتجة عن عملية الري ومواقع تصريف مياه الحمامات والمطابخ والأثاث المنزلي المخزن بأفنية المنازل ومياه الآبار والبرك والتسربات الناتجة عنها. وأوضح أن الأمانة قامت بتعزيز الإمكانيات لدى بعض البلديات التي ظهرت لديها حالات لحمى الضنك، وذلك من خلال دعمها بفرق للمكافحة المنزلية وتوفير المشرفين وسيارات وأجهزة المكافحة. مناعة من المبيدات بدوره، قال إبراهيم خبراني أحد العاملين في مكافحة البعوض والملاريا، إنهم يقومون بجولة يومية على عدد من الأودية والمستنقعات ويتم رشها بالمبيدات، غير أن البعوض أصبح محصنا من تلك المبيدات. خطة للمكافحة وأوضح مدير فرع وزارة الزراعة في محافظة أبو عريش علي شمس أن هناك فرقا للرش تجوب القرى والهجر حسب خطة وضعتها إدارته للقضاء على تلك الحشرات الضارة.