في الوقت الذي ضرب الغلاء أرجاء العالم تغير، لدى شريحة من المستهلكين، كثير من مفاهيم الشراء والاستهلاك ونتج عن ذلك ثقافة استهلاكية تراوحت بين السلبية والإيجابية، فاتجه البعض إلى الأرخص بغض النظر عن النوعية، وأصبح المستهلك يترقب التخفيضات من منافذ البيع بسعر أقل. ونادى بعض الكتاب برفع أسعار بعض السلع، فمنهم من نادى برفع سعر السكر لكي يقلل المستهلك من استخدام السكر خصوصا المصاب بداء السكري، ومنهم من نادى برفع سعر الوقود لتقليص عدد السيارات المستوردة. وهناك من هو معارض ومؤيد لتلك الآراء. واستنادا إلى ما أثبتته بعض الدراسات الميدانية من وجود نسبة كبيرة من أفراد المجتمع السعودي يفتقدون إلى ثقافة المستهلك من حيث الاستهلاك أو البحث عن بدائل للسلع التي ترتفع أسعارها. لذا ينبغي على جمعيات حماية المستهلك وضع خطة استراتيجية واضحة ومحددة لتثقيف وتوعية المستهلك، تمكنه من التعامل مع السوق والحصول على السلع والخدمات في ظل الوعي الكامل للحقوق والواجبات. فهناك دول قامت بوضع برامج تعليمية تتعلق بتوعية المستهلك من ناحية التعامل مع السلع لضمان سلامتها. والعنصر الأهم في ذلك هو المستهلك نفسه والدافعية الذاتية في توعيته للعمليات المتعلقة بسلوكه الشرائي. المستهلك يتطلع إلى توعية وتثقيف من عدة جوانب لكي تتوافر السلع والخدمات بشكل ميسر وبأسعار عادلة. * أستاذ المحاسبة بجامعة الطائف