صدف في طريقه المعتاد وقف مشدوها! كانت تنتظره كحورية قذفها البحر إلى ساحل الغيب.. مد يده.. مدت يدها.. غابة من الأحلام تمطرهما بالمستحيل.. عادت إلى موجة صاخبة.. غابت.. وصلت إلى أعماق البحر.. تنبهت.. ما زالت تمسك بيده! .......... عابر تبحث عن ألواح شوكولاته حين رأته.. ورآها.. للحظة توقف الزمن.. كان يحمل حقيبة صغيرة، ثم عرج على محل هدايا وأخذ هدية وغلفها بعلبة وردية جميلة.. هي كانت ترقبه.. هو كان يلتفت كل لحظة ليرمقها بنظرة.. تبعها حتى جلست في مقهى قريب.. جلس قبالتها.. أخرجت كتابا مدعية القراءة.. لحظات ورفعت رأسها إلى مكانه.. لم يكن هناك! تلفتت.. بحثت عنه.. كان قد اختفى.. أيقنت أن الهدية والنظرة لم تكن لها.. ............. تحوّل نظرت من شباك الطائرة.. كنا فوق الغيوم.. غيمة كبيرة تحت الطائرة تقترب.. تتشكل.. كأنها تنظر إلي وتبتسم.. حينها لا أدري كيف تحولت أنا إلى غيمة تبتسم لهؤلاء المسافرين من حولي! .................... تراجع قال: ليس هناك أبشع من الارتباط والانتماء.. قالت باندفاع وحب: ليس دائما.. فهناك روابط لذيذة بطعم الشوكولاته.. صمتت برهة وهي تفكر أن الشوكولا تذوب بسرعة ومذاقها يتلاشى مع أول فنجان قهوة! .................. لي لي في المقهى تذكرت (لي لي) تلك الفلبينية الجميلة التي كانت تشع بالحياة وهي تعد (الكابتشينو) لزبوناتها.. آخر مرة رأيتها كانت تكاد تطير من الفرح لأنها ستسافر إلى بلدها وحبيبها في إجازتها المعتادة.. (لي لي) لم تعد؛ فحبيبها كان ينتظرها ليفرغ حمولة مسدسه العاشق في صدرها! قتلها لأنه لا يستطيع انتظارها مجددا! مسكينة هي.. ومسكين هو.. ومسكينة أنا.. كلنا فقدنا (لي لي) الجميلة.. وهذه الدنيا نصف الجميلة فقدت ابتسامة كانت تشع بالحياة..