بعد تجاوب الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد مع ما نشرته «عكاظ» حول شكوى سكان قريتي الخرار والسديد التابعتين لمحافظة الوجه في منطقة تبوك، من عدم توفر خدمات صحية إلى جانب تعطل جميع الأقسام في المركز الصحي الذي تم إنشاؤه على حساب إحدى الشركات الخاصة، قامت «عكاظ» بجولة ثانية في القريتين والتقت عددا من الأهالي، حيث عبروا عن معاناتهم من تردي الخدمات الصحية في قريتيهما وكذلك القرى المجاورة. وقال عضو المجلس البلدي في الوجه سابقا وأحد سكان قرية الخرار مفرج حمدان البلوي ل «عكاظ» : «سيارات الإسعاف متهالكة ورجيع، ولهذا فإن المواطنين يضطرون إلى نقل مرضاهم بسياراتهم الشخصية للوجه لمسافة تقدر ب 140 كيلو مترا، مع العلم أن الطريق خطير وبه كثير من المنعطفات الصعبة والخطيرة ويعاني من التآكل والحفر المفاجئة مما يزيد الطين بلة». وأضاف: «اشتكينا على كافة الجهات المعنية ولكن دون جدوى، ولم نجد من المسؤولين فيها سوى الوعود دون أن نرى شيئا ملموسا على أرض الواقع». طبيب واحد بدوره، قال محمد صياح البلوي إن أهالي قريته سبق وأن طالبوا بتأمين سيارة إسعاف جديدة بدل القديمة المعطلة، فتم سحب القديمة واستبدالها بأخرى رجيع لا تقل سوءا عن سابقتها، فيما يعاني مركز الرعاية الأولية في القرية من نقص كبير في الكادر الطبي، إذ لا يوجد فيه سوى طبيب واحد يعمل على مدار 24 ساعة، وليس له إجازة إلا يوما واحدا في الشهر. مختبر بلا فنيين وتتواصل الشكوى على لسان معتاد مفرج البلوي، «نحن نعاني من نقص السائقين وتهالك سيارات الإسعاف ونقص في الموظفين بمركز الرعاية الأولية، وكذلك الحراس ورغم توفر بعض التجهيزات إلا أنه لا يوجد من يشغلها، فالمختبر مثلا لا يوجد به أخصائي، وهو عبارة عن هيكل فقط ولا يستفيد منه المواطنون الذين يذهبون لمحافظة الوجه لعمل التحاليل، كما أن عيادة الأسنان مجهزة ولكن بدون طبيب أسنان». السائق الوحيد وأفاد سائق الإسعاف في الخرار عبيد بن إبراهيم البلوي أنه السائق الوحيد في الخرار منذ ثلاث سنوات ونصف، وفوق ذلك يغطي النقص في السديد، وأفاد أن سيارات الإسعاف متهالكة وتتعطل باستمرار، مشيرا إلى أنه أصلح مكيف الإسعاف على حسابه الشخصي. ولا يختلف حال سائق سيارة الإسعاف سالم أحمد الوابصي في مركز صحي الخرار، الذي أفاد أنه تابع لمركز صحي أبوالقزاز الذي يبعد مسافة 115 كيلو مترا، ورغم ذلك مكلف بالتغطية لمدة شهر في مركز الخرار.