لعلكم جميعا سمعتم ما قاله أمير الشعراء شوقي: كاد المعلم أن يكون رسولا، بينما أقول أنا أصبح المعلم مشغولا، ولست الوحيد الذي ينطق بهذا، بل نطق بها العديد من زملاء المهنة، وخاصة في العقد الأخير من العملية التعليمية التي نعيشها، فعندما نطلع على التعاميم الواردة من وزارة التربية والتعليم نجد العجب العجاب في طياتها، من حيث كثرة التعاميم سواء على مستوى وزاري أو على المستوى الداخلي للمناطق، حيث أصبحت إدارات التعليم تتغنى بالعديد من التعاميم والتي قد تكون في كثير من الأحيان تحصيل حاصل، بل إني أجزم أن أغلبية المعلمين أو بعضهم قد يقوم بالتوقيع على بعض التعاميم دون قراءتها والسؤال: لماذا؟ لأن الإجابة واضحة ولا تحتاج أصلا إلى مزيد من التوضيح وهي من كثرة التعاميم الواردة من داخل الإدارة للمدرسة أو مكاتب الوسط أو إدارة التعليم أو الوزارة، ومن جانب آخر عندما نتطلع إلى أعمال المعلم نجدها كافية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، فالمعلم ليس بحاجة إلى المزيد من الأعمال الإضافية من أنشطة خارجة عن المنهج، وأيضا ليس بحاجة إلى مزيد من الاجتماعات داخل وخارج محيط المدرسة والتي تنعقد بصفة متكررة أيضا، فالمشرف يعقد اجتماعه ومدير المدرسة كذلك والقسم التابع له المعلم ومادته أيضا، وهكذا الحال إلى نهاية العام وكأن المعلم متفرغ تماما من المسؤوليات المناطة به، والأساسية التي من المفترض القيام بها، وعليه أقول لمقام الوزارة والمسؤولين بإدارات التعليم والمشرفين ومديري عموم المدارس وكافة مساعديهم من وكلاء داخل المدرسة لشؤون المعلمين ارفقوا بالمعلم ووفروا الورق حفاظا على البيئة. عبدالله مكني (الباحة)