يقول شوقي: كاد المعلم أن يكون رسولا، بينما أصبح المعلم مشغولا، ولست من قال ذلك بل نطق بها العديد من زملاء المهنة وخاصة في العقد الأخير من العملية التعليمية التي نعيشها، فعندما نطلع إلى التعاميم الواردة من وزارة التربية والتعليم نجد العجب العجاب في طياتها من حيث كثرة التعاميم سواء على مستوى وزاري أو على المستوى الداخلي للمناطق، حيث أصبحت حتى إدارات التعليم تتغنى بالعديد من التعاميم شبه الهامشية والتي فقط تكون في كثير الأحيان تحصيل حاصل، بل أني أجزم من خلال خبرتي في التعليم التي قاربت ربع قرن تقريبا أن أغلبية المعلمين أو بعضهم قد يقوم بالتوقيع على بعض التعاميم دون قراءتها والسؤال: لماذا؟ لأن الإجابة واضحة ولا تحتاج أصلا إلى مزيد من التوضيح وهي من كثرة التعاميم الواردة من داخل الإدارة للمدرسة أو مكاتب الوسط أو إدارة التعليم أو الوزارة، بل إن بعض المدارس أصبحت منافسة للوزارة في بعض التعاميم وكثرتها وهامشيتها. ومن جانب آخر عندما نتطلع إلى أعمال المعلم نجدها كافية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، فالمعلم ليس بحاجة إلى المزيد من الأعمال الإضافية من أنشطة خارجة عن المنهج وقد تكون خارجة حتى عن المألوف وأيضا آليات مكررة ونسخ معادة بحجة مصلحة المادة، وأيضا ليس بحاجة إلى مزيد من الاجتماعات داخل وخارج محيط المدرسة والتي تنعقد بصفة متكررة أيضا، فالمشرف يعقد اجتماعه ومدير المدرسة كذلك والقسم التابع له المعلم ومادته أيضا وهكذا الحال إلى نهاية العام وكأن المعلم متفرغ تماما من المسؤوليات المناطة به. عبد الله مكني الباحة