أوصى المشاركون في مؤتمر «التعليم المستمر وتحديات مجتمع المعرفة»، الذي اختتمت أنشطته أمس الأول في جامعة طيبة، بضرورة تفعيل جهود الدول العربية المبذولة لإنشاء الجامعات الإلكترونية، وتوسيع اهتمامها بالتعليم الشبكي في إطار التعليم المستمر، ودعوة كليات التربية في المملكة والوطن العربي إلى تضمين برامجها موجهات تخدم التعليم المستمر مدى الحياة، ودعوة الجامعات السعودية إلى تأسيس برامج دراسات عليا لتكوين المتخصصين في مجال التعليم المستمر على مستوى الماجستير والدكتوراه. وتناولت الأبحاث وأوراق العمل المقدمة القضايا المتعلقة بالتعليم المستمر وتحديات مجتمع المعرفة، حيث توزعت على محاور المؤتمر الستة المتمثلة في التعليم المستمر في مجتمع المعرفة، أسسه وأهدافه وخصائصه، التعليم المستمر، مؤسساته وأنماطه في مجتمع المعرفة، التعليم المستمر والحوار الوطني والأمن الفكري، تقنية المعلومات والاتصال والإعلام ودورها في التعليم المستمر، جودة مؤسسات التعليم العالي والتعليم المستمر، وخبرات وتجارب عربية وعالمية في التعليم المستمر. وانبثق عن الأبحاث وأوراق العمل المقدمة والمناقشات العلمية عدد من التوصيات شملت خمسة محاور، ففي محور الجامعات أوصى المشاركون بأهمية دعم مؤسسات إنتاج المعرفة ووحداتها من خلال تحفيز البحث العلمي ومجالات الإبداع والتميز للطلاب وأعضاء هيئة التدريس، وتكثيف الدورات التدريبية من أجل إكساب أعضاء هيئة التدريس في الجامعات مهارات تقنية المعلومات، ودعوة الجامعات والمؤسسات البحثية إلى توجيه الاهتمام نحو دراسة إسهامات برامج تعليم الكبار مع التركيز الخاص على مجال محو الأمية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، ودعوة وزارة التربية والتعليم إلى تعزيز مجهوداتها في تعليم الكبار مع التركيز الخاص على مجال محو الأمية والتنسيق مع الجامعات في مجال البحث العلمي في هذا المجال. وفي محور برامج التعليم المستمر أكد المشاركون على ضرورة تطوير البنى التحتية في تقنيات المعلومات والاتصال اللازمة لتنفيذ برامج التعليم المستمر في مختلف المؤسسات التربوية سعيا إلى تحقيق المجتمع الشبكي المعلم المتعلم، وتكوين شبكة للمؤسسات العاملة في ميادين التعليم المستمر لتطوير هذا النوع من التعليم وتوسيع دائرته، والتكامل فيما بينهما، ودمج تقنية المعلومات والاتصالات في مناهج التعليم والتعلم المستمر في جميع المراحل، ودعوة وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي للعمل على تحديد معايير ومؤشرات وطنية لمواصفات برامج التعليم المستمر المراد تأصيلها في الدارسين، وبما يحقق متطلبات مجتمع المعرفة بناء على الرؤى المعاصرة في هذا المجال، ودعوة الجهات المعنية إلى وضع برامج لضمان جودة برامج التعليم المستمر بمختلف أشكالها تمهيدا لاعتماد مؤسساتها وبرامجها والشهادات التي تمنحها، وإعداد سياسة وطنية وتشريعات رسمية للتعليم المستمر من قبل الجهات المسؤولة عن التعليم المستمر في وزارتي التعليم العالي والتربية والتعليم. وفي محور الشراكة المجتمعية نادى المشاركون بأهمية السعي في نشر ثقافة التعليم المستمر في المجتمع، وتبني مبادئه وتطبيقاته على مستوى مختلف الوزارات والأجهزة الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني، وحث المؤسسات المجتمعية لدعم وتمويل برامج التعليم المستمر وإنشاء صناديق داعمة لهذه البرامج والمشاركين فيها، وتوجيه عناية خاصة لاستيعاب مختلف الشرائح المجتمعية الأكثر احتياجا ضمن برامج التعليم المستمر. وفي محور الكوادر البشرية أشار المشاركون إلى ضرورة السعي لإنشاء هيئة مستقلة للتعليم المستمر ومنح التراخيص وتجديدها لمختلف التخصصات، وتفعيل مشروعات الرتب المهنية للمعلمين ومن في حكمهم من المهنيين، ورخصهم في وزارة التربية والتعليم والأجهزة الأخرى في إطار برامج التعليم المستمر، وعقد دورات تدريبية لبناء القدرات للكوادر البشرية العاملة في مجال التعليم المستمر، والتأكيد على أهمية عقد مؤتمر كل سنتين حول التطور في الأبعاد المختلفة للتعليم المستمر.