في مأدبة للغداء قابلت أحد الأصدقاء وفي خضم السواليف والأحاديث التي عادة ما تصاحب مثل هذه المناسبات. اكتشفت أنه ضحى بشهادته في الهندسة الكهربائية ليحقق حلمه بأن يصبح طيارا. وذلك بعد أن قرر أن يلتحق ببعثة لدراسة الطيران بعد تخرجه مباشرة من الكلية. وكنت قد ذكرت له بأنني لطالما كنت أحلم بأن أحلق في الأجواء إشباعا لرغبتي بالسفر والتجول حول العالم إلا أنه قدر لي عوضا عن ذلك بأن أصبح بحارا على ظهر السفن والناقلات. والسبب قد يكون مضحكا بعض الشيء، وهو أنني عندما بحت برغبتي للوالد حفظه الله بأن ألتحق بسلك الطيران بعد حصولي على الشهادة الثانوية. قال لي بالحرف الواحد وهو مقطب لحاجبيه: «عيب عليك تريد أن تختلط مع المضيفات في الطيارة؟!».