ربما يتعلق الأطفال بالطيور التي تطير في السماء، ويتمنون لو أن لديهم جناحين لطاروا معها وحلقوا ولعبوا وضحكوا في السماء بين الغيوم، كما كان يتخيلها عبدالعزيز عبدالله المطيري (12 عاماً) حينما دخل المدرسة للمرة الأولى إذ عبّر للجميع عن حبه للسماء والطيور، وكبر هذا الحب ليتحول للعبة يلعبها في «البلاي ستيشين»، وما كان منه أن يجعلها «حلماً» يمسك به ليحققه في طفولته. «الطيران»، عالم مختلف وجذاب بالنسبة لعبدالعزيز، الذي تعلم قيادة الطيران في أكاديمية أجنحة الطيران ب «رابغ»، وأصبح يقود الطائرة بين الحين والآخر مع الكابتن إبراهيم شاكر، والكابتن ياسمين الميمني. يقول: «لحبي الشديد لعالم الطيران، الذي بدأ معي من الصغر، وللعبي للألعاب الإلكترونية، واستخدامي لمقود الطائرة في المنزل، أخبرت والدي أن لدي رغبة قوية في تعلم قيادة الطائرة، ولدي كامل القدرة والمسؤولية لأصبح طياراً، حتى ولو كنت صغيراً، ووافق والدي لدعم موهبتي، وعلى الفور ذهبنا لأكاديمية الطيران في «رابغ»، الذين كانوا مترددين لدراستي، ولكن بعد اجتياز الاختبارات معهم ورغبتي الشديدة في التعلم لاحظوا جميعاً مدى ذكائي وقدرتي على تعلم كل أجزاء الطائرة، وطريقتي الجيدة في استخدام مقود الطائرة، ومعرفة كل جزء منها، وكيف نقلع ونهبط من الطائرة، ونتواصل مع برج المراقبة، وبصراحة أحلم بقيادة طائرة ولي العهد، ونائب رئيس مجلس الوزراء، ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام، الأمير سلطان بن عبدالعزيز». ويتعلم عبدالعزيز الطيران في الأكاديمية منذ عام ونصف العام، ولا يستطيع وصف مشاعره وهو يتعلم في الأكاديمية، وعلى رغم الصعوبات التي مر بها إلا أنه يسعى للحصول على رخصة القيادة، «أنا سعيد جداً لأني أصغر طيار سعودي إلا أن شروط الطيران الدولية منعتني من امتلاك الرخصة إلا بعد إكمال العمر القانوني». ولا يزال والد عبدالعزيز يقدم له كل المساعدة لتكاليف تعلمه الطيران، إذ إنه قدم تقاعده باكراً للحصول على الشيك الذهبي ليتمكن من دعم عبدالعزيز لدراسة الطيران، وسيسجل في موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية كأصغر طفل سعودي يقود طائرة.