كشف تقرير «ما بعد الصحوة العربية: سياسات واستثمارات للحد من الفقر وتحقيق الأمن الغذائي»، الذي وزع أمس في مؤتمر «عالم عربي يتمتع بالأمن الغذائي: خريطة طريق للبحوث والسياسات»، الذي نظمته منظمة الإسكوا في بيت الأممالمتحدة في بيروت أمس، أن المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي تواجه خطراً ضئيلاً في مسألة الأمن الغذائي حيث صنف التقرير الدول العربية إلى ثلاثة مستويات، الأول ضئيل والثاني معتدل والثالث جدي. وأظهر التقرير أن البحرين والكويت وعمان وقطر والسعودية والإمارات، تواجه خطراً ضئيلا في مسألة الأمن الغذائي، وأن ليبيا وتونس تواجهان خطراً معتدلا. بينما تظهر الدول الأخرى، منها اليمن والصومال والسودان، خطراً جدياً في انتفاء الأمن الغذائي. وأضاف أن هناك عوامل عدة تهدد الأمن الغذائي في الدول العربية، مثل الاعتماد على استيراد المواد الغذائية من الخارج، إذ إن نسبة 50 في المائة من المواد الغذائية مستوردة، وعدم التمكن من زيادة إنتاج المحاصيل الزراعية، وعدم اهتمام السياسات الاقتصادية بالفئات الفقيرة والمهمشة. وكشف التقرير عن أن واحداً من كل خمسة أطفال في الدول العربية يعاني «التقزم» بسبب التربية الغذائية، إذ يسجل معدل التقزم عند الأطفال في قطر مثلا نسبة 4 في المائة والكويت 3,8 في المائة والمملكة 4 في المائة. ولاحظ نائب الأمين التنفيذي للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) الدكتور نديم خوري تحديات أخرى تواجه الأمن الغذائي في المنطقة، مثل شح الموارد المائية، تغير المناخ الذي يؤدي إلى ارتفاع معدلات التصحر، تدهور الأراضي الزراعية وانخفاض إنتاجية المحاصيل الزراعية. أما المدير العام للمعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية، شينجين فان، فأشار إلى أن 37 مليون فرد يعانون من سوء التغذية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وأن مليار شخص يعانون من الجوع في العالم. ويعاني مليونا شخص من نقص في معدل المغذيات كالمعادن والفيتامينات. وتصنف تلك الحالة بالجوع الخفي الذي يطال النساء والأطفال بشكل خاص.