يتطلب علاج مرضى الحالات النفسية توفير بيئة صحية تساعد على رفع معنوياتهم وتسهل من مهمة الأطباء في علاجهم، ويأتي في مقدمة تلك الالتزامات الواجب توفيرها لعلاج المريض النفسي الكوادر الطبية المتمرسة والمبنى الملائم وتوفير الدواء الطبي اللازم والمساحات الخضراء والحدائق، لكن في مستشفى الصحة النفسية في منطقة جازان لا يتوفر أي شيء من ذلك، فتنتكس حالة المريض ويطول أمر علاجه لسنوات، وفي حين يرفض عدد من أهالي المرضى استلام مرضاهم يعجز المستشفى عن توفير بعض الأدوية، وزائر المستشفى يرى المرضى متكدسين وسط القاذورات والأوساخ والروائح النتنة في المبنى الذي يحتوي على خمسة مبان مستأجرة ضيقة وتنعدم في بعضها مخارج الطوارئ، بالإضافة إلى قيام المستشفى بتقديم الوجبات الخاصة للمرضى من خارج المستشفى لانعدام وجود مطبخ خاص صحي داخل المستشفى، مما قد يؤدي إلى اختلاف الشروط والمواصفات الغذائية المحددة من قبل الوزارة للمرضى النفسيين. وذكر مصدر داخل المصحة ل «عكاظ» أن المستشفى بحاجة إلى إعادة دراسة وصياغة البرامج العلاجية المقدمة للمرضى، فهي لا تليق بمرضى الصحة النفسية، إذ أن إهمال المستشفى لا يزال، ولا يوجد فيه أي تطوير. وأضاف المصدر أنه لا توجد برامج تأهيلية ومتخصصة ومتطورة للعلاج وتأهيل العاملين، في الوقت الذي تزداد فيه عزلة المريض النفسي داخل المستشفى. فيما أوضح ل «عكاظ» المتحدث الإعلامي في صحة جازان سراج دخن، أن مستشفى الصحة النفسية في جازان مبنى مستأجر مكون من خمسة مبان، ثلاثة منها للتنويم داخل سور واحد، ومبنيان يضمان الأقسام الأخرى، نافيا أن يكون هناك ازدحام للمرضى في المستشفى، وعن الكادر الطبي ذكر دخن أن هناك ثلاثة استشاريين، إضافة إلى الأخصائيين والفئات المساعدة، وبخصوص الوجبات المقدمة للمرضى أفاد أن الوجبات يتم تجهيزها في مطبخ مستشفى جازان العام، ويتم نقلها إلى مستشفى الصحة النفسية حسب شروط ومواصفات الوزارة للمرضى النفسيين.