تلعب دول مجلس التعاون دورا محوريا في استقرار المنطقة في ظل التوترات المحيطة بدول الخليج، ولطالما حرصت دول مجلس التعاون على التنسيق الإقليمي والدولي من أجل إرساء أسس التعاون المشترك. وتلقى المبادرات والحوارات التي تنطلق من داخل صناع القرار الخليجي صدى دوليا واسعا يدل على بعد نظر وحكمة قادة دول مجلس التعاون الخليجي. ولعل التحركات الخليجية الدولية الأخيرة هي بمثابة تعزيز الدعم الدولي للتوجه الخليجي نحو استقرار أكثر وازدهار يعم منطقة الخليج بشكل خاص والعالم بشكل عام. وجاءت زيارة الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية للبرلمان الأوروبي في بروكسل دليلا على الدور الذي تقوم به الأمانة مدعومة بتوجيهات من الدول الأعضاء في المجلس، ليؤكد أمام لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الأوروبي على أن مجلس التعاون أصبح في الوقت الحاضر منظومة إقليمية قوية ومتطورة تمتلك رؤية استباقية ووعيا تجاه الشؤون الداخلية لدول المجلس ومسؤولياتها الدولية. موضحا بأن دول المجلس تتمتع بالحيوية والفاعلية والنشاط السياسي، وهي واعية لحضارتها وتراثها وتقاليد شعوبها، وتعمل جاهدة من أجل تعزيز الازدهار والتكامل بين دولها وحماية استقلالها. وتندرج هذه التصريحات من إدراك دول مجلس التعاون على أنها جزء من العالمين العربي والإسلامي، وهي التي تدرك تماما الصعوبات والتحديات التي تواجهها، وهي قادرة على تقديم الحلول والمساهمة في صيانة الأمن والاستقرار في منطقة الخليج والشرق الأوسط، وفي الوقت نفسه تحمل مسؤولياتها الدولية والقيام بدور إيجابي وبناء في مختلف القضايا والمشاكل الدولية. ولعل ما أكده الدكتور عبد اللطيف الزياني بأن دول المجلس حددت خمسة أهداف استراتيجية رئيسية تسعى جاهدة لتحقيقها وهي: تحصين دول المجلس ضد كافة التهديدات، وزيادة النمو الاقتصادي، والحفاظ على مستوى عال من التنمية البشرية، وتحسين السلامة العامة ضد المخاطر والكوارث والأزمات، وتعزيز المكانة الدولية لدول المجلس، هي العناصر الأساسية لقيام المجلس والأهداف المنشودة التي تسعى الدول الأعضاء إلى تحقيقها. ونقل الزياني خلال زيارته للبرلمان الأوروبي حرص دول المجلس التي أخذت على عاتقها صيانة أمنها الداخلي والإقليمي، واتخذت العديد من الخطوات لتعزيز قدرات قواتها المسلحة وضمان التنسيق المشترك للتصدي لكافة التهديدات مثل الإرهاب وتهريب المخدرات وجرائم الانترنت، والجرائم المالية، مشيرا إلى إن دول المجلس تواجه تحديات عديدة لا تختلف عن التحديات التي تواجهها معظم الدول والتجمعات الدولية، ولكنها تنظر إلى تلك التحديات بنظرة تفاؤل وإيجابية باعتبارها فرصة لتعزيز التعاون بين دول المجلس ومع الدول الإقليمية والدولية والتكتلات.