افتتح ملتقى الوعد الثقافي أول أنشطته لهذا العام بأمسية شعرية وفنية، في مسرح جمعية الثقافة والفنون في الدمام، وقد حضر الافتتاح كل من الشاعرين الكبيرين قاسم حداد من البحرين وسيف الرحبي من عمان، وتنوعت الأنشطة بين إقامة معرض تشكيلي للفنانة حميدة السنان بعنوان «أحلام آدم»، كما تخللت القراءات الشعرية وصلات موسيقية بدأها عازف الجيتار محمد غازي السنان وتماهى مع القراءات الشعرية عازف البيانو علي البوري وعازف الجيتار المصري سامح إبراهيم اللذين شكلا ثنائيا حميما على المسرح لا سيما بمقطوعتهما «فقدان السبايا». وقد شدا سيف الرحبي بقصائده التي تشي بملامح علاقته بالصحراء والأمكنة والوحشة والغربة حد اكتمال دوائر الفزع والحنين، وفي نص «صحراء» يقول: في هذه الصحراء العاتية الصحراء التي تسيل مع الشمس كثباناً وشياطين تناسل الأسلاف جداً بعد جد ونبتنا مصل أشجار صخرية راكضين بين الشاطئ والجبال وخلال حفل الافتتاح قرأ قاسم حداد نصوصاً متفرقة من تجربته الأخيرة (طرفة بن الوردة) تنوعت بين سيرة المكان، ولعنة الأزمنة التي مرت بتحولات كبيرة على مستويات عدة حتى اشتاق الحضور للولوج أكثر إلى عوالمه المشتهاة، فالنص أشبه برحلة قصيرة ولكنها غامضة من الصعوبة أن نتكهن بختامها أو بتلمس حرارة نبضها كما في نصه: منذ أن مزقت أوراقي أمام الليل واجتزت القبيلة ركضت أشعاري العطشى وراء الماء صرت الصوت يرقص حوله الأطفال والغزلان