تزخر المدينةالمنورة بمواقع تاريخية مميزة أسهمت في جعلها في مصاف المدن التي تحمل السمات التاريخية والأثرية على خارطة الوطن. ويأتي الموقع المعروف بحي حمزة أو سيد الشهداء من أبرز السمات التي شكلت ملمحا في تاريخ المدينةالمنورة والممتد لنحو قرن من الزمان، ويذكر الباحث التاريخي الدكتور تنيضب الفايدي أن منطقة أحد في المدينةالمنورة يطلق عليها المنطقة المباركة. ويشير إلى أنها كانت من أحب المواقع وأقربها إلى قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد ثبت في الصحيحين أن أحد حبيب رسول الله عليه السلام لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم «هذا أحد جبلا نحبه ويحبنا». وأبان الدكتور الفايدي أن حي سيد الشهداء يقع إلى جوار جبل أحد حيث تعتبر المنطقتان متصلتين ببعضهما البعض وليس هناك بعد بينهما. ويوجد في المنطقة مسجد يسمى مسجد الفسح لم يبق منه غير بعض الآثار البسيطة من حجارته وهو مسجد صلى به النبي عليه السلام، وقد دارت في المنطقة الواقعة بين مقبرة سيد الشهداء وجبل الرملة معركة بين المسلمين ومشركي قريش حيث كان على الجبل خمسون راميا من المسلمين، وكان عدد المشركين ثلاثة آلاف وعدد المسلمين سبعمائة. وألمح الباحث الفايدي أن من المميزات التي أكسبت المكان ملمحا تاريخيا عظيما احتضانها مقابر شهداء معركة أحد، الأمر الذي حفزها لتصبح معلما تاريخيا ومقصدا للزوار. ويشير الدكتور الفايدي أن لموقع سيد الشهداء مكانة إسلامية عظيمة في نفوس المسلمين إذ أنه يضم بين قبور شهداء معركة أحد ضريح حمزة بن عبد المطلب عم الرسول عليه الصلاة والسلام. وتذكر الدلالات التاريخية إلى أن الحي سكن قبل الإسلام حيث تدل بعض أبيات الصحابي الجليل أبو دجانة الأنصاري على ذلك حين قال: إني امرؤ عاهدني خليلي أن لا أقيم الدهر في الكبول إذ نحن بالسفح لدى النخيل أضرب بسيف الله والرسول ومناسبة الأبيات أن النبي صلى الله عليه وسلم قبل بدء معركة أحد عرض سيفا و قال : من يأخذ هذا السيف بحقه ؟ ، فقال أبو دجانة : وما حقه يا رسول الله ؟ قال : تقاتل به في سبيل الله حتى يفتح الله عليك أو تقتل . فأخذه بذلك الشرط . وقد توارثت القبائل العربية سكنى الحي وعاشوا أسرة واحدة تجمعهم الوطنية والأخوة والنسب ساعدهم في ذلك قربهم من مواطن الرعي والزراعة والعيون الجارية .