تقع المدينةالمنورة في الجزء الغربي من المملكة العربية السعودية وتبعد حوالي 400 كيلومتر شمال مكةالمكرمة وعن العاصمة الرياض 980 كيلومترا غربا وعلى بعد حوالي 150 كيلومترا شرقي البحر الأحمر وعلى ارتفاع 625 مترا عن متوسط منسوب سطح البحر وتبلغ مساحة المدينةالمنورة حوالي 589 كيلومترا مربعا منها 293 كيلو مترا مربعا تشغلها المنطقة العمرانية بالمدينةالمنورة أما باقي المساحة فهي خارج المنطقة العمرانية وتتكون من جبال ووديان ومنحدرات سيول وأراضي صحراوية وأنشطة زراعية ومقابر وأجزاء من شبكة الطرق السريعة والشريانية وأجزاء أخرى صغيرة من الطرق التجميعية والمحلية وبعض الحدائق والاستخدامات الحكومية الخاصة . ويلعب المناخ دورا مهما في حياة أي مجتمع فغالبا ما تؤثر الظروف المناخية على درجة نشاط الإنسان وعلاقاته الاجتماعية والظروف المناخية في المملكة العربية السعودية ولها تميز شديد نظرا لارتفاع درجات الحرارة وانخفاض معدلات هطول الأمطار. لذا يعد المناخ في المدينةالمنورة بشكل عام جاف ويتميز بدرجات حرارة عالية تتراوح بين 28 - 43 درجة مئوية في الصيف وبين 11 - 24 درجة مئوية في الشتاء وتمثل أشهر يونيو ويوليو وأغسطس أعلى درجات حرارة في العام حيث تبلغ درجة الحرارة العظمى في هذه الأشهر 43 درجة مئوية في حين تبلغ درجة الحرارة أدنى معدلاتها خلال شهر ديسمبر ويناير حيث يصل متوسط درجة الحرارة الصغرى حوالي 12 درجة مئوية. وتعد الرطوبة منخفضة على مدار العام فيما عدا فترات هطول الأمطار ويبلغ متوسط الرطوبة النسبية حوالي 22% ويصل معدل الرطوبة النسبية خلال أشهر الشتاء حوالي 35% في حين ينخفض خلال أشهر الصيف ليصل إلى حوالي 14% ,وتتأثر كمية الأمطار بكل من الانخفاض الجوي المتوسط في أشهر الشتاء والرياح الموسمية في فترة الصيف ويقدر متوسط المعدل السنوي لهطول الأمطار على المدينةالمنورة حوالي 3,94 ملي متر وتتعرض المدينةالمنورة لرياح جنوبية غربية ويبلغ متوسط سرعة الرياح حوالي 5-8 عقدة في الساعة . وتشتهر منطقة المدينةالمنورة بكثرة الجبال والحرارة فيها ويحتضن المدينةالمنورة جبلان وواديان من الجنوب جبل عير وبجانبه وادي العقيق ومن الشمال جبل أحد ووادي قناة 0 وعبر هذا الاستطلاع نسلط الضوء على أهم الجبال في المدينةالمنورة , وأشهرها جبل أحد بالمدينةالمنورة وهو من أهم المعالم الطبيعية في المدينةالمنورة وأبرزها ويمتد جبل أحد كسلسلة جبلية من الشرق إلى الغرب مع ميل نحو الشمال في الجهة الشمالية من المدينةالمنورة ومعظم صخوره من الجرانيت الأحمر وأجزاء منه تميل ألوانها إلى الخضرة الداكنة والسواد وتتخلله تجويفات طبيعية تمسك مياه الأمطار أغلب أيام السنة لأنها مستورة عن الشمس وتسمى تلك التجويفات (المهاريس) ويبلغ طول جبل أحد (سبعة أكيال) وعرضه ما بين (2 - 3) أكيال وارتفاعه يصل إلى (350) مترا ويبعد عن المسجد النبوي الشريف (خمسة أكيال) تقريبا وتنتشر على مقربة من جبل أحد عدة جبال صغيرة أهمها (جبل ثور في شماله الغربي) و( جبل عينين) في جنوبه الغربي ويمر عند قاعدته (وادي قناة) ويتجاوزه غرب ليصب في مجمع السيول . موقع استراتيجي ويقع جبل أحد في منطقة استراتيجيه مهمة من المدينةالمنورة فهو يشرف على التقاء أودية المدينةالمنورة وواحاتها الخضراء ومن أهم المعالم التي تحد هذا الجبل من جهاته الأربع من الشمال طريق الجامعات والمعروف بطريق غير المسلمين ويحجز هذا الطريق بينه وبين الجبل مساحات كبيرة من الأراضي البيضاء التابعة للحرس الوطني وبها بعض المنازل والمساكن الشعبية ومن الجنوب يحد الجبل الطريق الدائري الثاني الذي يعتبر من أجمل وأروع ما قامت به وزارة المواصلات في هذه المدينة الطيبة ويحجز هذا الطريق بينه وبين جبل أحد مساحة كبيرة تتمثل في وجود المناطق الحضرية والتاريخية لسيد الشهداء بما فيها من معالم وخصائص عديدة ويحد جبل أحد من الجهة الجنوبية بعض المزارع والبساتين وأما من الشرق فيحد الجبل طريق المطار وجبل (تيأب) ويحجز طريق المطار فيما بينه وبين الجبل منطقة عشوائية كبيرة تعرف (بتلعه الهبوب) وأما غربا فيحد الجبل طريق الجامعات ويحجز هذا الطريق بينه وبين الجبل شريط ضيق من الأراضي أقيم على أجزاء منها بعض المحلات والمجمعات التجارية . ويرتبط اسم هذا الجبل بموقعة تاريخية وقعت في السنة الثالثة للهجرة وسميت باسمه (غزوة أحد) وكان ميدانها الساحة الممتدة ما بين قاعدته الجنوبية الغربية وجبل عينين الذي يبعد عنه كيلا واحدا تقريبا ويسمى أيضا (جبل الرماة) فقد زحفت قريش وحلفاؤها إلى المدينة لتنتقم من المسلمين وتثأر لقتلاها في غزوة بدر التي وقعت في السنة الثانية للهجرة وتصدى لهم المسلمون في هذا المكان , ووضع رسول الله عليه الصلاة والسلام الرماة على جبل عينين , وأوصاهم ألا يغادروه مهما كانت الظروف حتى يأتيهم أمره ودارت المعركة ورجحت كفة المسلمين وبدأ المشركون بالهرب وظن معظم الرماة أن المعركة حسمت لصالح المسلمين فنزلوا من الجبل ولم يلتفتوا لنداءات أميرهم وتبعوا المشركين وبدؤوا يجمعون الغنائم وانتهز قائد فرسان المشركين خالد بن الوليد ولم يكن قد أسلم بعد الفرصة والتف بفرسانه بسرعة من حول الجبل وفاجئوا بقية الرماة فقتلوهم ثم هاجموا المسلمين من خلفهم فتشتت صفوفهم واستشهد منهم سبعون وكان منهم حمزة بن عبدالمطلب عم رسول الله ثم انسحب المشركون ودفن الشهداء في موقع المعركة عند قاعدة جبل أحد بينه وبين جبل عينين وقبورهم يزورها المسلمون أسوة برسول الله الذي زارهم ودعا لهم . ولجبل أحد مكانة كبيرة في نفوس المسلمين فقد وردت في فضله أحاديث عدة فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خيبر أخدمه فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم راجعا وبدا له أحد قال (هذا الجبل يحبنا ونحبه). تاريخ المدينة وذكر في كَتاب تاريخ المدينةالمنورة (أخبار المدينة النبوية) لعمر بن شبة النميري البصري حدثنا محمد بن يحيى قال حدثنا عبد العزيز بن عمران عن معاوية بن عبدالله الأَودي عن خالد بن أَيوب عن معاوية ابن قرة عن أَنس بن مالك رضي الله عنه حدثنا رسول صلى الله عليه وسلم/ لما تجلى الله عز وجل للجبل طارت لعظمته ستة أجبل فوقعت ثلاثة بالمدينة وثلاثة بمكة وقع بالمدينة أُحد وورقَان ورضوى ووقع بمكة حراء وثَبِير وثور وقال أبو غسان فأما (أحد) فبناحية المدينة على ثلاثة أَميال منها في شاميها وأما (ورقَان) فبالروحاء من المدينة على أربعة برد وأما (رضوى) في محافظة ينبع على مسيرة أربع ليال وأما (حراء) فبمكة اتجاه بئر ميمون و( ثور) أسفل مكة هو الذي اختبأ فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم في غاره . وذكر أيضا أنه حدثنا محمد بن حاتم قال حدثنا الخزامي قال حدثنا معن بن عيسى قال حدثني كثير بن عبدالله عن أَبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم في أول غزوة غزاها الأبواء نزل بعرق الظبية وهو في المسجد الذي دون الروحاء فقال (أتدرون ما اسم هذا الجبل قالوا الله ورسوله أعلم قال هذا (حمت) جبل من جبال الجنة اللهم بارك فيه وبارك لأهله ثم قال هذا (سجاسج) للروحاء وهذا واد من أودية الجنة وقد صلى في هذا المسجد قبلي سبعون نبيا) كما حدثنا محمد بن خالد قال حدثنا كثير بن عبدالله قال حدثني أبي عن أبيه قال (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة أجبل من جبال الجنة (أحد) جبل يحبنا ونحبه جبل من جبال الجنة و( ورقَان) جبل من جبال الجنة و( لبنان) جبل من جبال الجنة و(طور) جبل من جبال الجنة. ارتجاف أحد ويروي لنا التاريخ أن جبل أحد ارتجف عندما صعد عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان وقد كان ارتجافه إظهار لعظمته صلى الله عليه وسلم وطربا به واستبشارا فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد أحدا وأبا بكر وعمر وعثمان فرجف بهم فضربه برجله وقال عليه السلام (أثبت أحد فما عليك إلا نبي وصديق وشهيدان) رواه البخاري . وحدثنا محمد بن حاتم قال حدثنا الخزامي قال حدثنا سفيان بن حمزة عن كثير بن زيد عن عبدالله بن تمام مولى أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم عن زينب بنت نبيط وكانت تحت أنس بن مالك رضي الله عنه أنها كانت ترسل ولائدها فتقول اذهبوا الى أحد فأتوني من نباته فان لم تجدن إلا عضاها فأتنني به فإن أنس بن مالك رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (هذا جبل يحبنا ونحبه) فقالت زينب فكلوا من نباته ولو من عضاهه قالت فكانت تعطينا منه قليلا فنمضغه . قال وأخبرني عبدالعزيز عن أبي معشر عن سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أربعة أنهار في الجنة وأربعة أجبل وأربع ملاحم في الجنة فأما الأنهار فسيحان وجيجان والنيل والفرات وأما الأجبل فالطور ولبنان وأحد وورقان وسكت عن الملاحم ). كما حظي هذا الجبل المبارك بالنصيب الأوفى من رضاء الله تعالى فجعله على ترعة من ترع الجنة وركنا من أركان الجنة فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (إن أحدا جبل يحبنا ونحبه وهو على ترعة من ترع الجنة وعير على ترعة من ترع النار) وعن عمرو بن عوف رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أربعة أجبل من جبال الجنة أحد جبل يحبنا ونحبه جبل من جبال الجنة). سبب التسمية وورد في تسمية أحد بهذا الاسم أقوال عديدة وهذا يدل على تميز هذا الجبل عن غيره فقد قيل سمي جبل أحد (بأحد) لتوحده وانقطاعه عن أي جبال أخرى فهو جبل واحد يظهر وكأنه قطعة واحدة غير مجزأة أو متصلة بأي جبال وقد أورد الامام السهيلي رحمه الله هذه التسمية بقوله (سمي أحدا لتوحده وانقطاعه عن جبال أخرى هناك) وقد تناقل المؤرخون والكتاب هذه التسمية فأوردوها في كتبهم واعتمدوا عليها . وقيل في تسمية هذا الجبل أن الله أراد له إظهار هذا الاسم علما عليه كاسم مشتق من وحدانية الله تعالى وهو اسم متوافق مع قوله صلى الله عليه وسلم في شأن هذا الجبل (أحد جبل يحبنا ونحبه) وقد كان صلى الله عليه وسلم يحب الفأل الحسن والاسم الحسن ولا أحسن من اسم مشتق من الأحدية وقد سمى الله هذا الجبل بهذا الاسم تقدمة لما أراده الله سبحانه من مشاكلة اسمه ومعناه إذ أهله وهم الأنصار نصروا دين الله ورفعوا راية التوحيد ونصروا نبيه صلى الله عليه وسلم وقيل في تسميته بأحد نسبة إلى رجل من العمالقة كان يسمى أحدا سكن إلى جواره فسمي الجبل باسمه وكما هو معروف فان العمالقة هم أقدم الأمم التي سكنت المدينة (يثرب أنذاك) فهم أول من زرع وحفر وبنى الأطام في المدينة . وقال السيد السمهودي فيما نقله عن ياقوت ما نصه / كان أول من زرع بالمدينة واتخذ بها النخيل وعمر بها الدور والأطام واتخذ بها الضياع العماليق وهم بنوعملاق بن أرفخشد بن سام بن نوح عيه السلام وقد كانت سكنى هؤلاء العمالقة في يثرب القديمة وهي المنطقة المعروفة اليوم بمنطقة العيون وما حولها ويشرف جبل أحد على هذه المنطقة بكاملها ويسيطر عليها . أحجار الجرانيت كما يحتوى جبل أحد على أجمل التكوينات الصخرية من أحجار الجرانيت الذي يميل لونه في الأغلبية إلى اللون الأحمر الداكن وبه عروق مختلفة الألوان منها الأزرق والأسود والأبيض والأخضر والرصاصي ويتكون جبل أحد من مجموعة كبيرة من الرؤوس والهضاب فمنها تكوينات صخرية عظيمة وهائلة كونت بين صخورها الكهوف والشقوق التي امتدت في بعضها إلى أعماق داخل هذه الصخور وصل في بعض الأحيان إلى أكثر من عشرة أمتار وبارتفاع تجاوز المتر والنصف وأغلب هذه الكهوف هي الموجودة بالقرب من شعاب الجبل ومسا يل انحدار المياه كما أن التكوينات المختلفة لطبيعة الصخور وارتفاعها أدى إلى وجود عدد كبير من الشعاب الهابطة من نفس الجبل ويعتبر شعب جبل أحد الجنوبي المعروف هو أهم وأكبر شعاب جبل أحد ويستمد هذا الشعب كثيرا من مياهه عبر شرائع وشعاب صغيرة منتشرة في أعلى الجبل حيث تجمع هذه الشعاب والشرائع ما يصل إليها من مياه الأمطار وتقوم بدورها بإيصالها للشعب الرئيسي ويسمى شعب الجرار والذي يعتبر شعب جبل أحد الجنوبي من أخطر شعاب الجبل ويحتوي هذا الشعب على الكثير من النباتات والزهور البرية والمائية وتنتشر مهاريس التي تشغل أجزاء كبيرة من شعب الجرار المعروف بشعب هارون والمهاريس عبارة عن نقر مختلفة الأحجام تنتشر بين طبقات الصخور فتحبس المياه فيما بينها والتي تعتبر من المعالم المميزة لجبل أحد وأحد عناصره الجمالية مما جعل منها مقصدا للزوار والمتنزهين من أهل المدينة وغيرهم وهناك مهاريس سطحية صغيرة تنتشر على طول مسار شعب المهاريس ويستمد هذا المهرس مياهه من انحدار المياه داخل الشعب عند سقوط الأمطار إضافة الى وجود نبع مائي صغير يمد هذا المهرس بشكل مستمر وأيضا مهاريس متوسطة غير عميقة ومهاريس كبيرة تتميز بوجود شق أو أخدود متصل بها من الجهة الغربية ومياهها راكدة بها الكثير من الطحالب والنباتات المائية وبعض اليرقات الصغيرة وهناك مهاريس عميقة تمتد أسفل الصخور . وينفرد جبل أحد بخصائص لا تكاد توجد في جبل آخر وأهم هذه الخصائص موضوع لون هذا الجبل فهناك الصخور الزرقاء والخضراء والبيضاء والسوداء والحمراء الداكن باللون الأسود الى غير ذلك من مئات الألوان الأخرى كما يلاحظ وجود بعض الصخور البراقة والتي تشبه الأحجار الكريمة كما يحتوي جبل أحد على الكثير من المعادن كالحديد في الصخور السطحية والنحاس في التكوينات الداخلية لبعض صخور الشعاب. واحة خضراء وتنتشر على جبل أحد الكثير من النباتات والأعشاب والحشائش بشكل كبير حيث يبدو هذا الجبل في كثير من أجزائه واحة خضراء تغطيها الأعشاب والنباتات المختلفة وتستمر بعض هذه النباتات في النمو كالأعشاب والنباتات البرية أما النباتات العشبية الأخرى خاصة ما ينتمي إلى الفصيلة النجيلية فيموت بالتدرج نظرا لانقطاع الأمطار وقد تميزت نباتات وأعشاب جبل أحد عن غيرها من النباتات والأعشاب لما حظيت به من تكريم رسول الله صلى الله عليه وسلم وحث المسلمين على تناولها وحتى لو من عضاها فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد جبل يحبنا ونحبه فإذا جئتموه فكلوا من شجره ولو من عضاهه) ومن النباتات المنتشرة في جبل أحد (لوز النبي) وهي من النباتات الصغيرة ذات الأوراق العريضة وأسمها العربي هو مصفوفة الأوراق وتنتمي إلى الفصيلة الصقلابية وكذلك نبات (الحميض) لها مذاق حامض وخاصة زهورها ذات اللون الزهري الجميل وتنتمي إلى فصيلة البطباطية وأنواع أخرى من الأعشاب والنباتات كالشجيرات الشوكية المختلفة كالعوسج والسمر والسلم والسدر ومن الشجيرات العشبية كالمسيكة والمعروفة بشجرة الريح والشكيرة المعروفة بالشكربل أو الربلة وشجرية أبو حاد والمعروفة بطرطر وهي شجرة ذات رائحة كريهة وعشبة شوكة العنب والمعروفة عند أهل المنطقة بشوكة الإبل وهي شجيرة ذات أشواك طويلة وحادة ومن أهم الأعشاب الزاحفة الحنظل وهو نبات ذو ثمرة مرة جدا وله محاليق بالإضافة إلى الكثير من النباتات والأعشاب . ويعتبر الطريق إلى جبل أحد طريق قديم وهو من أول الطرق والدروب القديمة التي وصلت بين ضاحية سيد الشهداء وبين المسجد النبوي الشريف ولا يتجاوز عرضه عن أربعة أمتار وقد كان هذا الطريق يستخدم للسير على الأقدام وخاصة وقت الزيارة وظل هكذا حتى بداية العهد السعودي الزاهر حيث تمت توسعة هذا الطريق وتعديل مساره ومن خلال توسعة هذا الطريق وإزالة جميع العقبات ودبت الحياة فيه والحركة وانتعش العمران في هذه الجهة وفي عهد خادم الحرمين الشريفين والذي يعتبر عصر النهضة الكبرى للمدينة المنورة لما شهدته من تطور عمراني شامل حظي من خلالها هذا الشارع بالتوسعة وإخضاعه لمشروع التجميل والتحسين التي جعلت منه شارعا حضاريا وحيويا يربط شمال المدينة بالمسجد النبوي الشريف كما يمكن الوصول الى هذه المنطقة بمجموعة أخرى من الشوارع والطرق غير المباشرة كالطريق الدائري الثاني وطريق المطار عبر شارع أحد وطريق الجامعات عبر طريق العيون . (جبل ثور) يعد جبل ثور من الجبال المشهورة والمعروفة في المدينةالمنورة وهو جبل صغير أحمر اللون يقع خلف جبل أحد من جهة الشمال حيث يمثل هذا الجبل حدا لحدود الحرم من الجهة الشمالية ويمتد جنوبا إلى جبل عير وذلك لقول الرسول صلى الله عليه وسلم (المدينة حرم ما بين عير إلى ثور فمن أحدث فيها حدثا أو أوى فيها محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا ...) الحديث حيث جعل الله تعالى لكل نبي من أنبيائه حرما يأوي إليه ويطمئن به فاختار الله المدينةالمنورة لتكون حرما لرسوله صلى الله عليه وسلم حرمها على لسانه وجعلها مستقرا له لا يجوز إخافة أهلها أو إذعارهم أو إلحاق الضرر بهم وأوجب محبتهم على كل مسلم و مسلمة. ويبعد جبل ثور عن المسجد النبوي الشريف بمقدار (8) كيلومترات في حين يبعد عن جبل أحد الذي يقع في جنوبه بحوالي (180) متراً ويحد هذا الجبل من جهة الشمال أرض منبسطة وواسعة تنتشر بها النباتات الشوكيه والصحراوية وتنتهي هذه الأرض بطريق الجامعات الذي يمتد في هذه الجهة من الشرق إلى الغرب ويعرف هذا الطريق قديما بطريق (الخواجات أو طريق غير المسلمين) ومن الجهة الشمالية سلاسل جبال وعيرة التي تمتد من الشرق إلى الغرب ويحد جبل ثور من الجهة الجنوبية جبل أحد العظيم الذي يشترك معه في بعض السفوح الصغيرة الواقعة بينها في حين يظهر جبل ثور بشكله ولونه المميز والمنفصل تماما عن جبل أحد. أما من الجهة الشرقية فيحد هذا الجبل أرض منبسطة وواسعة وعرة المسالك تنتشر فيها الكثير من النباتات الشوكية والصحراوية التي تعد من أهم مصادر الغذاء للحيوانات وخاصة الإبل المنتشرة هناك ومن أكثر أنواع هذه النباتات انتشارا أشجار السمر وشجيرات الشوكة والسنا وبعض مسطحات صغيرة من الشفشاف أو ما يعرف عند أهل المنطقة (بالقبا) في حين يحد هذا الجبل من الجهة الغربية السفوح المنحدرة لجبل أحد والتي تتخللها الكثير من مجاري الشعاب التي تستمد مياهها من مهابط المياه ومساقط الشرائع المنحدرة من جبل أحد في تلك الجهة. واتفق العلماء وأهل اللغة على معنى واحد لكلمة ثور المثلثة في اللغة فقالوا لفظ ثور معناه (فَحلِ البقر) وهو جبل صغير خلف أحد وقال بعض الحفاظ أن خلف أحد من شمالية جبلا صغيرا مدورا يسمى ثورا يعرفه أهل المدينة خلفا عن سلف ومن أشهر أولئك المؤرخين وأهل اللغة أبو المجد الفيروز أبادي الذي أورد كافة الاحتمالات والمترادفات لمعنى ثور فقال الثور الهيجان والوثب والطوع ونهوض القطاط والجراد وظهور الدم وثور أبو قبيلة من مضر منهم سفيان بن سعيد وواد ببلاد مزينة وجبل بمكة وفيه النار المذكور في النزيل ويقال له ثور أطمل وأنه الجبل أطمل نزله ثور بن عبد مناة فنسب اليه وجبل بالمدينة ومنه الحديث الصحيح (المدينة حرم مابين عير إلى ثور) كما ذكر في (المغانم المطابة) قوله ثور بلفظ الثور فحل البقر جبل صغير حذاء أحد جانحا إلى ورائه . جبل الرماة وتشير الروايات التاريخية إلى أن جبل ثور قد سمي بهذا الاسم نظرا لكون شكله الذي يشبه الثور ولمن يزور هذا الجبل ويصل إليه يلاحظ بالفعل أن شكل هذا الجبل يشبه الثور وخاصة للناظر إليه من الجهة الشرقية أو الغربية حيث يمثل الجزء الصخري الأسود الذي يعتلي الجبل وكأنه قمة أو سنام الثور في حين يظهر باقي تكوين الجبل بلونه الأحمر المتجانس وكأنه جسم هذا الثور فسبحان الله الخالق العظيم . (جبل عينين) أو (جبل الرماة) كما يطلق عليه: وهو أحد الجبال المشهورة والمأثورة في المدينةالمنورة وهو جبل صغير يقع قرب جبل أحد وفي الجهة الجنوبية الغربية منه في المنطقة التي وقعت فيها غزوة أحد المشهورة في السنة الثالثة للهجرة النبوية الشريفة ويعتبر جبل الرماة وما حدثت عليه من أحداث في تلك الغزوة الخالدة من أهم الدروس والعبر التي استفاد منها المسلمون وأن طاعة الجنود لقائدهم تعتبر من أوجب الواجبات لتحقيق النصر ونجاح الخطط الحربية. ويقع جبل عينين أو ما يعرف بجبل الرماة في شمال المدينةالمنورة ويبعد عن الحرم النبوي الشريف بمقدار (5) كيلومترات ويقع في شمال هذا الجبل قبر سيد الشهداء رضي الله عنه والذي لا يبعد عنه بأكثر من (70) مترا ويبعد جبل الرماة عن جبل أحد في أقرب نقطة من بمقدار (400) متر في حين يبعد عن أقصى نقطة من شعب أحد بمقدار (800) متر ويحتل هذا الجبل القسم الجنوبي لجبل أحد ويعد جبل الرماة من الجبال الصغيرة والتي يطلق عليها في بعض الأحيان الهضاب فيقال هضبة الرماة أو هضبة عينين ويبلغ طول هذا الجبل أو الهضبة بمقدار (180) مترا في حين يبلغ عرضه بمقدار (40) مترا ويتكون الجبل من صخور الجرانيت الأحمر الداكن ويتشابه تكوين هذا الجبل مع تكوين جبل أحد بشكل كبير فهما متشابهان في نوع الجرانيت ولونه . ويشرف جبل الرماة على ساحة المعركة حيث موقع الملحمة الكبرى فقد كان هذا الجبل يشرف على كلا المعسكرين ويكشف جميع خطط وأسرار معسكر المشركين وقد أدى هذا الجبل مهمته التي رسمها له النبي صلى الله عليه وسلم حينما ثبت الرماة عليه فقد أحبطوا محاولات المشركين المتكررة للإغارة على المسلمين وطعنهم من الخلف فباءت جميع تلك المحاولات بالفشل فأنتصر المسلمون انتصارا كبيرا وفي وقت قصير ولكن ما أن خالف الرماة أوامر الرسول صلى الله عليه وسلم بنزولهم عن الجبل عند النصر لجمع الغنائم الا وقد وقعت الكارثة فالتف المشركون على المسلمين من خلف الجبل حيث أدى نزول الرماة من الجبل الى فتح تلك الثغرة التي طالما انتظرها المشركون وطالما حاولوا الدخول منها مرارا فحصل ما حصل من قتل في المسلمين فانقلبت الموازين وانعكست النتيجة. ويعتبر جبل الرماة أحد المعالم المهمة للمدينة المنورة في المنطقة الشمالية حيث يكون هذا الجبل مع جبل أحد وما حوله من مظاهر طبيعية كمجرى وادي قناة ومزارع النخيل مظهرا من المظاهر الحضرية المهمة التي تميزت بها هذه المنطقة منذ القدم ويمتد هذا الجبل من الشمال إلى الجنوب مع شيء من الميل نحو الشرق وبقربه مجرى وادي العقيق وهو قليل الارتفاع بني عليه في العهد العثماني مسجد صغير وبعض البيوت وأزيلت مؤخرا وقد تضاءل حجمه وارتفاعه حاليا بسبب ارتفاع مستوى الأرض المجاورة له بالطمي الذي كانت تخلفه السيول من وادي العقيق وبسبب تحسين المنطقة وشق الطرق حولها لذلك تبدو بقاياه اليوم دون ما كانت عليه من قبل وقد دفن عدد من شهداء أحد بقربه من جهة الشمال.