لم يعد الكثير من سكان كيلو 6 في محافظة جدة يستفيدون من منازلهم التي يقطنونها بعد غرق غرفها بالمياه المتسربة إلى داخل المنازل، دون أن يعرف مصدرها الحقيقي حتى الآن، رغم تقدم أهالي الحي بالعديد من الشكاوى إلى الشركة الوطنية للمياه منذ قبل عامين -على حد قولهم-، إلا أنها لم تعمل على اتخاذ الحلول المناسبة لمعالجة هذه الإشكالية التي أضرت بالسكان كثيرا. ولا يقتصر الضرر على ذلك، بل أدى تسرب المياه إلى انتشار العديد من البرك والمستنقعات المائية في الطرقات والشوارع، ما يهدد الصحة العامة في الحي من خلال إصابة السكان بالأمراض الوبائية الخطرة التي ينقلها البعوض ك(حمى الضنك). يقول سالم على درويش (من سكان الحي) تقدمت ببلاغ عن تسربات المياه إلى شركة المياه الوطنية، وعليه وقف مندوب من الشركة على الموقع لكنه لم يتخذ أي إجراء يحفظ لنا منازلنا وصحتنا مما قد تسببه لنا هذه المياه من مخاطر؛ كونها أصبحت تحاصرنا داخل منازلنا وخارجها. واضاف «أصبح العديد من شوارع وطرقات الحي ممتلئة بالمياه المتسربة، التي لا نعلم مصدرها الحقيقي، الأمر الذي يعرض السكان للإصابة بالأمراض الخطرة، خاصة مع انتشار البعوض بشكل كبير داخل الحي بفعل هذه المياه الراكدة». وتساءل عن الأسباب الحقيقية التي منعت أمانة جدة وشركة المياه الوطنية عن معالجة الوضع في الحي، لا سيما أنه يتجه إلى الأسوأ، فالعشوائية بدأت تظهر جليا في مختلف الانحاء. صالح تاج -من سكان الحي- يقول «توفي والدي قبل عام بسبب هذه المياه المتسربة بعد أن أصيب بصعق كهربائي بسبب تسرب المياه إلى داخل المنزل، ورغم ذلك لم تتم معالجة هذه الإشكالية التي تؤرق سكان الحي». وتوقع أن يكون مصدر المياه المتسربة ناتجا عن انفجار بعض التمديدات التي يتم من خلالها توصيل مياة العين إلى المنازل، ما أدى إلى انفجار بعض قنوات الصرف الصحي، وبالتالي تسرب مياه الصرف الصحي إلى داخل المنازل وإلى الطرقات والشوارع. وأضاف «إن هذه المشكلة دفعت العديد من سكان الحي إلى فصل التيار الكهربائي عن منازلهم لتجنب الصعق بالكهرباء»، مشيرا إلى أن مندوب الشركة الوطنية للمياه رجح مصدر المياه على أنها مياه جوفية. وأشار إلى أن المراقبين الذين توفدهم شركة المياه الوطنية لمعاينة مشكلة الحي، أخبروه بأن المياه تتسرب إلى داخل المنازل منذ عام تقريبا، متسائلا عن الأسباب التي منعتهم من إيجاد الحل المناسب لهذه المشكلة من خلال إصلاح الخلل الذي ظهر في الحي قبل ما يقارب العام. من جانبها، أجرت «عكاظ» اتصالا بمدير الشركة الوطنية للمياه عبدالله العساف إلا أنه رفض التعليق على مشكلة المياه المتسربة في الحي.