إن الهوة بين من يمتلكون المعرفة والقدرة على استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وبين من لا يمتلكون مثل هذه المعرفة هو ما يطلق عليه الفجوة الرقمية، ونلاحظها بشكل واضح في المجتمع المدرسي وخصوصا في مجتمع مدارس «تطوير» محل اهتمامنا. فمدى اتساع هذه الفجوة في البيئة المدرسية يقاس بمؤشرات منها: مؤشر التقدم التكنولوجي ويقاس بعدد مستخدمي الانترنت داخل المدرسة. مؤشر الإنجاز التكنولوجي وهو عدد براءات الاختراع والأبحاث العلمية الناتجة من المدرسة. مؤشر تفعيل الخدمات الالكترونية ويقاس بمعدل استهلاك الورق. مؤشر الذكاء المعلوماتي ويقاس بعدد الجماعات الافتراضية، حلقات النقاش، الفصول الافتراضية، والتدريب عن بعد. فيمكننا القول إن أسباب ظهور الفجوة الرقمية ليست في عدم توفر البنى التحتية والأجهزة الإلكترونية فحسب، فغياب الثقافة العلمية التكنولوجية وضعف التعليم الالكتروني هو ما يزيد قطر الفجوة. لذا نحن بحاجة إلى خطة متكاملة تعتمد على قدر كبير من الإبداع ودرجة عالية من الوعي تدعمه القيادات التي يناط بها إدراج التنمية المعلوماتية ضمن قائمة أولوياتها.وفي طور التقويم الذاتي لمدارس تطوير، نرى أهمية توعية المجتمع المدرسي بكيفية توظيف تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات في العملية التعليمية وأهميتها في التنمية المعلوماتية. فها هي ماليزيا أنجزت في زمن قياسي ما يشبه المعجزة في الانتقال بمجتمع ريفي بسيط محدود الموارد الطبيعية إلى اقتصاد قائم على المعرفة بدءا من المدرسة. حنان العرفج (الشرقية)