هناك العديد من العوامل التي تسهم في خلق جيل قادر على مواجهة تحديات المستقبل وعلى رأسها التعليم الجيد. يبدأ الاهتمام بالتعليم من الأشهر الأولى بقراءة الكتب المصنوعة من القماش وتتطور وتتدرج إلى أن تصبح عادة لا تفارقهم أبدا. في حواراتي مع الأمهات المبتدئات أؤكد على أهمية القراءة اليومية قبل النوم حتى ولو لمدة 10 أو 15 دقيقة. (إن لم تستطيعي منحهم وقتا للقراءة اليومية ففي رأيي لا داعي للإنجاب). اجمعيهم من حولك واقرئي لهم ليس للتعود على القراءة فقط ولكن لأنها فرصة رائعة لغرس المبادئ والقيم، فبإمكانك الوقوف عند الجمل المناسبة والتعليق عليها بما يناسبها من المبادئ. ينتقل الاهتمام بالتعليم بعد ذلك لانتقاء المدرسة الجيدة، ليس من حيث المبنى والموقع وما شابه ولكن من حيث فلسفة الإدارة في التعلم. هل تعتبر الإدارة أن المدرسة دار لإلقاء المعلومات وحفظها أم هي دار لإنتاج التعلم؟ كانت المعلومات في السابق محدودة وتتضاعف ببطء شديد. أما المعلومات حاليا فتتضاعف كل عدة أشهر فلا يمكن بمهارة الحفظ فقط أن ننشىء جيلا يستطيع مواجهة تحديات العصر. بدلا من تلقين المعلومات يجب أن تكون أجواء التعلم مشجعة تحفز على اتخاذ القرار الصحيح، حل المشاكل، التفكير بطرق إبداعية والتحليل بنقد. بالطرق التقليدية لن يتمكن الطالب من اكتساب أي من المهارات السابقة. فلنتأكد أن المدرسة تخضع معلماتها ومعلميها لدورات مستمرة في التعليم والتقييم. التعليم والتعلم التفاعلي الذي يتمحور حول الطالب لا حول المعلم أو المنهج.