كشف مدير مكتب الحراك التنفيذي في المجلس الوطني السوري جمال الوادي أن قوات من حزب الله وفيلق بدر تتجمع في منطقة يعفور في سوريا، للتدخل السريع في حال انهار النظام. واعتبر في حواره ل«عكاظ» موقف الجامعة العربية لا يتماشى مع مستوى وحجم الدماء التي هدرت في سوريا، لافتا إلى أنهم لا يجدون وسيلة من أجل الضغط على بشار الأسد إلا بالتدويل. واعتبر قرار الجامعة وقف عمل بعثة المراقبين في سوريا خطوة جدية وإن كانت متأخرة. ونفى ما يردده البعض من أن الثوار يتلقون أسلحة مهربة من تركيا ولبنان، مشيرا إلى ان روسيا لو واجهت ضغطا على مصالحها في الشرق الأوسط لتراجعت عن موقفها المؤيد للنظام. وإلى نص الحوار: • ما ملامح المرحلة الجديدة التي دخلتها الثورة السورية بعد درعا، الزبداني، دوما، حرستا، وحمص؟ • ما حدث في الزبداني يشير إلى أن الأمور في سوريا تسير باتجاه الحسم لصالح الثوار، ونطالب الحكام العرب وقادة الدول الإسلامية بالضغط على نظام بشار الأسد لوقف القمع وفرض مزيد من العقوبات، واتخاذ خطوات إيجابية مثل الموقف العربي المتمثل بطرد السفراء، فالشعب السوري ومنذ سنة كاملة يعيش تحت القتل والتدمير وانتهاك الحرمات، لذا الدور الأساسي للجيش السوري الحر هو حماية المدنيين من القمع، وفي الآونة الاخيرة ازداد عدد عناصر هذا الجيش مع ازدياد الانشقاقات داخل جيش النظام، وبتنا نتوقع مع إيجاد منطقة عازلة ازدياد عدد الجنود المنشقين. • كيف تقرأ قبول النظام وقف إطلاق النار في الزبداني، وسعيه لعقد مثل هذه اتفاقيات في مناطق أخرى؟ • الفرقة الرابعة التابعة لماهر الأسد هي من اقتحمت الزبداني، وهي الفرقة الأقوى في الجيش السوري من حيث التدريب والامكانيات والعناصر، وعندما دخلت إلى المنطقة التي تضم أحياء ضيقة صدموا بقوة الجيش السوري الحر الذي كبدهم خسائر فادحة، فقرروا الانسحاب خوفا على عناصرهم، وسيواجهون المشكلة ذاتها في كل منطقة يدخلون إليها في سوريا، وسيسارعون إلى الهروب كما هربوا من الزبداني، فميزان القوى بدأ يختلف والأيام المقبلة ستشهد عددا أكبر من المناطق كالزبداني، والآن هناك مناطق في حمص سيطر عليها الجيش السوري الحر، وأيضا في جسر الشغور إلا أن الزبداني كانت سرعة الحسم فيها واضحة وكبيرة، لأن النظام لا يمكن أن يستخدم الطيران فيها نظرا لآثاره السلبية عليهم، خصوصا أن الزبداني منطقة سياحية وتحتضن العديد من الأملاك لغير السوريين وأي دمار ينتج عن قصف الطيران سيكون مكشوفا للعالم. • ما صحة اتهام حزب الله بالمشاركة في الأحداث السورية، واعتقال الجيش الحر إيرانيين من الحرس الثوري في حمص؟ • أؤكد أن حزب الله يشارك في عمليات القمع والقتل، ونحن واثقون من ذلك، فهناك قادة وعناصر منه ومن إيران موجودون داخل الاراضي السورية، وكانوا في المرحلة الأولى من الثورة يقودون عمليات القتل والقمع من غرف العمليات، ولدينا أدلة تفيد بتسلل قوات من فيلق بدر في العراق ولبنان لتلتحق بمعسكرات تدريب في منطقة (يعفور) في سوريا، للتدخل في الوقت المناسب، ونؤكد أن بشار الأسد يحضر لحرب أهلية، لكن الشعب السوري لن ينجرف لهذا المنزلق، فهناك عناصر من حزب الله ومن فيلق بدر في العراق ومن ايران تخطط وتشرف على جميع العمليات. • ما حقيقة المعلومات التي تفيد بتهريب أسلحة من تركيا ولبنان للثوار؟ • الأسلحة التي يمتلكها الجيش الحر تأتي من النظام السوري، فالجنود ينشقون بأسلحتهم، كما أن الجيش الحر يصنعون أسلحة يدوية على أرض المعركة، وأستغرب مما يتردد بأن الثوار يحصلون على أسلحة مهربة، فالعالم أجمع يعلم أنه لا يمكن أن يمر أي شيء في سوريا دون تفتيش، لذا يجب أن يكون الحديث عن هذا الموضوع فيه نوع من المنطق والحقيقة، فالجيش السوري الحر وإلى اليوم لم يستطع أن يدخل أي سلاح، نتيجة الضغط الأمني الموجود، ولكن كما ذكرت آنفا هناك أسلحة موجودة من الانشقاقات، إضافة إلى التي تصنع يدويا ونحن كمجلس وطني ندعم التظاهرات الشعبية السلمية ونحافظ عليها بكل قوانا، وندعم الجيش السوري الحر ولو استطعنا أن نزوده بالسلاح لفعلنا. • كيف تقيم موقف الجامعة العربية تجاه الأزمة في سوريا وخاصة قرار وقف عمل بعثة المراقبين العرب؟ • للأسف الموقف العربي لا يتماشى مع مستوى وحجم الدماء التي هدرت في سوريا، والاسباب واضحة لنا كثوار وهو أن الصف العربي فيه تباين في المواقف، فالسعودية وقطر وليبيا وتونس لديهم موقف جريء وواضح، بينما هناك بعض الدول العربية المتخاذلة وتساند النظام بشكل أو آخر، وهي التي تعطل القرار العربي وأعتقد ان قرار وقف عمل بعثة المراقبين هو خطوة ايجابية وإن كانت متاخرة. • وماذا عن عمل لجنة المراقبين العرب؟ • نحن لا نثق برئيس وفد المراقبين أحمد الدابي ابدا، ولكننا نثق في كثير من أعضاء اللجنة، وستتضح الصورة وتتكشف الأمور في الأيام القليلة المقبلة، فمن الأعضاء من كان شاهدا حقيقيا وهو يوثق ويصور، ومنهم من هرب ولم يتحمل المناظر، ولكننا نعتبر رئيس اللجنة متخاذلا، إضافة إلى المراقبين العراقيين، ونستغرب أنهم لا يحملون أي أدوات تقنية تساعدهم في الحصول على المعلومات بدقة، مثل الكاميرات، وحتى الورقة والقلم كانوا يستعيرونها من المتظاهرين، إضافة الى أن التصوير يجري من خلال أجهزة الجوال فقط، فعندما دخلوا إلى سوريا صادرت قوات نظام الأسد هواتفهم، وركبت أجهزة مراقبة عليها، ومن ثم أعادتها إليهم، فاتصالاتهم كانت مراقبة ومن أراد أن يتحرك منهم عليه أن يبلغ السلطات السورية قبل 24 ساعة، وإذا كان التحرك اضطراريا يجب ان يكون قبل 4 ساعات، بحجة تأمين الحماية للجنة المراقبين، فيما الحقيقة كانت من أجل تأمين المنطقة ومعالمها، فمثلا بلدة توبنا وهي منطقة مسيحية كتبوا على مدخلها جاسم ترحب بكم، بدلا من توبنا ترحب بكم، لأن جاسم كانت منطقة ساخنة في الثورة، ونحن نشكر ونثمن موقف المملكة ودول الخليج برفضها أن تكون شاهد زور على ما يحصل فسحبت مواطنيها من اللجنة، كما أننا ننظر بأمل كبير إلى زيارة وزير خارجية قطر حمد بن جاسم وأمين الجامعة العربية نبيل العربي إلى نيويورك لأننا لا نرى حلا إلا بنقل الملف السوري إلى مجلس الامن. • هل تتجه الأزمة السورية نحو التدويل؟ • نتمنى من خلال اجتماع وزير خارجية قطر حمد بن جاسم مع بان كي مون أن يجري تحويل الملف إلى مجلس الأمن، ولا نقبل ما «يتبجح» به البعض من أنهم حريصون على السوريين اكثر من السوريين انفسهم، فهذا كلام لا نقبله ابدا، فشعبنا أكثر حرصا على بلده من حزب الله وكذلك ايران، ولكننا لن نجد وسيلة من أجل الضغط على المجرم السفاح إلا من خلال التدويل، ونطالب بمنطقة عازلة وحظر جوي وممرات آمنة للمدنيين، وإن تحقق لنا ذلك فإن الجيش السوري الحر كفيل بأن ينتصر دون أي تدخل اجنبي. • ما قراءتك للموقف الروسي؟ • روسيا بلد مصالح وهذه حقيقة يجب ان نعترف بها، ونتوقع أنه لو كان هناك ضغط عربي على موسكو ومصالحها في الشرق الأوسط لتراجعت، فهي بلد مصالح. والحقيقة أن روسيا بدأت تشعر أن مصالحها مهددة، خصوصا أن مصالحها مع سوريا وإيران قوية ولكن نأمل من الشعب الروسي أن يعي أن مصلحته هي مع الشعب وأن التاريخ ينسى الحكام.