اقترح أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في مقابلة مع قناة (سي.بي.إس) التلفزيونية الأمريكية إرسال قوات عربية لوقف إراقة الدماء في سوريا، وهو أول زعيم عربي يقترح مثل هذه الخطوة. جاء ذلك في رده على سؤال حول ما إذا كان يحبذ تدخل الدول العربية في سوريا. وقالت (سي.بي.إس) في موقعها على الإنترنت إن المقابلة سيذيعها برنامج (60 دقيقة) اليوم الأحد. وفي إشارة إلى المقابلة على موقع القناة على الإنترنت لم يوضح أمير قطر كيف يمكن لأي تدخل عربي أن ينجح. ويرأس رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم آل ثاني لجنة الجامعة العربية المعنية بسوريا، وقال إن القتل لم يتوقف رغم وجود مراقبين عرب أُرسلوا إلى سوريا الشهر الماضي لتقييم ما إذا كانت السلطات السورية تنفذ المبادرة العربية. من جهة أخرى، أعلن أعلى الضباط المنشقين عن الجيش السوري رتبة حتى الآن أمس السبت من تركيا إنشاء المجلس العسكري السوري الأعلى، الذي سيتولى التخطيط للعمليات العسكرية ضد النظام، بالتنسيق مع الجيش السوري الحُرّ. وقال فهد المصري من باريس في اتصال هاتفي، وهو مستشار العميد الركن مصطفى أحمد الشيخ: «يتم إعلان إنشاء المجلس العسكري السوري الأعلى برئاسة العميد الركن مصطفى أحمد الشيخ»، الذي انشق قبل أيام عن الجيش النظامي، ولجأ إلى تركيا. وأوضح المصري أن «المجلس العسكري الأعلى سيضم كبار الضباط، وسيكون بمنزلة هيئة تشريعية للعمل العسكري من حيث الدراسات والتخطيط وتنظيم عمليات الانشقاق والاتصال مع قياديين في الجيش لتحفيزهم على الانشقاق فِرَقاً وليس فقط أفراداً، والانقلاب على النظام». وأشار إلى أن عمل المجلس العسكري الأعلى سيتم بالتنسيق مع الجيش السوري الحُرّ. وأعلن المجلس الوطني السوري، الذي يضم أوسع تمثيل للمعارضة السورية، الجمعة أنه اتفق مع الجيش السوري الحُرّ على تفعيل وتعزيز آلية التنسيق بينهما «بما يحقق خدمة أمثل للثورة السورية». وأفاد قائد الجيش السوري الحُرّ العقيد رياض الأسعد في وقت سابق هذا الشهر بأن عدد المنشقين عن الجيش النظامي بات يناهز الأربعين ألفاً، معظمهم موجودون داخل الأراضي السورية. إلى ذلك، اتهم مسؤولون أمريكيون كبار الجمعة إيران بتزويد سوريا بأسلحة للمساعدة على قمع الاحتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الأسد. وقال أحد هؤلاء المسؤولين إن الجنرال الإيراني قاسم سليماني قائد فيلق القدس (وحدة النخبة في الحرس الثوري الإيراني) زار العاصمة السورية خلال الشهر الجاري، واعتبر أن هذه الزيارة تمثل أبرز مؤشر على أن المساعدة الإيرانية لسوريا تشمل معدات عسكرية. وأضاف المسؤول طالباً عدم كشف اسمه «نحن متأكدون من أنه (سليماني) التقى أعلى المسؤولين في الحكومة السورية، بمن فيهم الرئيس الأسد». ورأى أن «هذا الأمر مرتبط بدعم إيران لمحاولات الحكومة السورية قمع شعبها». وتابع المسؤول نفسه بأن «الحكومة الأمريكية مقتنعة بأن إيران تزود سوريا بذخائر» لاستخدامها في عمليات القمع. وقال مسؤول آخر إن زيارة سليماني إلى دمشق تشكل حتى الآن أحد أقوى المؤشرات على وجود تعاون مباشر بين البلدين الحليفين في القمع. ولم يعط المسؤولون تفاصيل إضافية عن المعلومات التي حملتهم على الاستنتاج بأن طهران زودت القوات المسلحة اسورية بمعدات وذخائر. وعلى الصعيد الميداني، قصفت القوات السورية منطقة الزبداني قرب الحدود مع لبنان أمس السبت؛ ما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص على الأقل، من بينهم طفل، وفق ما أفاد ناشطون بالمنطقة. وفي الوقت نفسه قُتل لبناني برصاص القوات السورية في بلدة وادي خالد اللبنانية التي تقع على بُعد بضعة كيلومترات من الحدود السورية اللبنانية، وفقاً لما ذكره ناشطون آخرون. وكان ناشطون قد ذكروا في وقت سابق أن عشرات من الدبابات السورية طوقت أمس السبت منطقة الزبداني القريبة من منطقة الحدود الشرقية مع لبنان. وقال الناشطون بالمنطقة إنه تم قطع التيار الكهربائي والاتصالات عن المنطقة.