ربما يقول قائل، إن الديمقراطية لا تناسب أهل الصحراء والجبال، أو صعبة المنال في هذا الوطن، ونحن نرى خلاف وصراع الديكة الذي حدث ويحدث بين نخبة المثقفين والأدباء في بعض الأندية الأدبية، إلى حد أن خلاف منسوبي نادي الشرقية بعد تجربة الانتخابات الأولى أدى إلى إغلاقه وتعيين مجلس إدارة من قبل الوزارة مع الأسف الشديد، ولكن أرى أن العيب كان يكمن في اللائحة التي سبق لي أن تحفظت عليها، فهي تتيح للبعض دخول المجالس العمومية لمجرد أنه يحمل (بكالوريوس لغة عربية)، وبالتالي رأينا دخولهم في تلك الأندية والتصويت من باب (الفزعلوجيا) لذاك التيار. أنا ككائن ثقافي بالتأكيد مع الديمقراطية، ولكن يجب أن نتذكر أن هتلر جاء للحكم بشكل ديمقراطي ثم قاد بلده والعالم إلى حرب عبثية! أنا مع الإصلاح العقلاني المتدرج الذي يسمح أولا للمثقفة السعودية بأن تجلس بجوار زميلها المثقف في مجالس إدارات الأندية الأدبية، قبل أن نخوض تجربة التصويت الحر». مقولة (النادي للجميع)، أرى أنها غير ممكنة، خاصة وأنا عشت تلك التجربة، فعضو مجلس الإدارة غالبا ما يعمل حسب ميوله الفكرية، وإلا تحول النادي إلى (سمك لبن تمر هندي)، ولكني أرى أن النادي يجب أن يكون للتنوير والإبداع وتوسيع هامش الحريات، ولكن هذا لا يعني أن لا نجد أكثر من ناد في المدينة الواحدة، يستطيع أن ينتسب إليه المثقف حسب توجهه الفكري وميوله الثقافية حتى نتجنب سياسة التهميش وتحويل مسار النادي إلى الضفة الأخرى أو الرجوع للخلف. [email protected]