تعيد الندوة العلمية عن الجوانب الإنسانية والاجتماعية في تاريخ الملك عبدالعزيز التي دعت إليها جامعة الملك سعود يوم السبت المقبل إلى الواجهة تلك المآثر الإنسانية التي تركها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن عنواناً للحياة الاجتماعية السعودية بصفة خاصة وحياة الشعب بصفة عامة، حيث تستشرف أوراق العمل الخاصة بالندوة أثر هذه الجوانب الثرية والمتعددة في ترسيخ مبادئ مثل الأمن الاجتماعي والتكافل والنسيج الإنساني الواحد، فالملك عبدالعزيز في علاقاته مع والده قدوة حسنة لأبنائه وأحفاده ولإخوانه أفراد الشعب السعودي. الندوة التي يسلط من خلاها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز في محاضرة، جوانب حياة المؤسس الاجتماعية والإنسانية وعلاقاته الاجتماعية والعمل الخيري وجوانب الصلات الأسرية للملك المؤسس في تدشينه للندوة، إضافة إلى أوراق عمل من 26 باحثة وباحثا تسلط الضوء على حياة الملك عبدالعزيز هي امتداد لتلك الإضاءة التي سلط الأمير سلمان الضوء عليها في محاضرة ألقاها في رحاب جامعة أم القرى قبل أربع أعوام، والتي أشار فيها إلى بر الملك عبدالعزيز واحترامه الشديد لوالده وأنه لم يقبل أن يطلق عليه لقب (الإمام) في حياة والده، تأدباً، وتوقيراً له، وكان يلقب بالسلطان ثم الملك إلى أن توفي الإمام عبدالرحمن سنة 1346ه، وأصبح عبدالعزيز يلقب بالإمام بعد ذلك إلى جانب كونه ملكاً. ومن شدة احترام الملك عبدالعزيز لوالده، كما ذكر الأمير سلمان في محاضرته آنذاك، «أنه لم يكن يمشي في غرفة علوية بينما والده في الغرفة التي أسفل منها، كما أنه يساعد والده على امتطاء صهوة جواده، فيرفع قدميه بنفسه مع وجود مرافقي والده»، ويقول الأمير سلمان بن عبدالعزيز عن والده «لم يكن بره بوالده أقل من بره بوالدته، التي اهتم بها ورعاها، وحرص على رضاها أحسن ما يكون البر والرعاية». لقد كانت علاقة المؤسس الملك عبدالعزيز بشقيقته الكبرى نورة علاقة بارزة في سيرته الاجتماعية فقد قاسمته شقاء الاغتراب وصعوبة الحياة وعسر الحال كما كانت تشحذ همته وعزيمته لاسترداد بلاده، فقد كان يزورها يومياً، ويستشيرها في مشكلات القصر الداخلية، وهي موضع أسراره فلا ينقطع عن صلتها إلا بسفر أو لظرف طارئ، ومن شدة حبه لها ووفائه لها وتقديره لشخصيتها كان يعتزي بها فيقول «أنا أخو نورة».