أعادت المحكمة العامة في جدة قضية قاتل شارع أم القرى الذي أزهق اثنين من بني جلدته إثر خلاف على فواتير و أعمال تجارية في حلقة الخضار، وسجن ثالث في جريمة مروعة تداولها المجتمع الجداوي لعدة أيام من بشاعتها وجرأة القاتل في ملاحقة أحد ضحاياه أمام المارة ليسدد له طعنات قاتلة أفضت لوفاته. المحكمة العامة، أصدرت حكما بقتل الجاني قصاصا مع وقف التنفيذ لحين بلوغ القصر سن الرشد فيما لم يبد الجاني أي اعتراض، مبديا قناعته بالحكم وسط صمت مطبق. وتعود تفاصيل الحادثة إلى صفر الماضي من عام 1431ه عندما وضع الجاني المصري حدا لحياة اثنين من بني جلدته، مسددا لهما طعنات قاتلة اخترقت جسديهما، ما هز حي الصفا ومرتادي طريق أم القرى في جدة حيث توافد العشرات منهم إلى الموقع، وهم يرون إقدام القاتل على جريمته بدم بارد، فقد انهال الجاني على صديقه بطعنات متتالية دون رحمة أو هوادة ولم يتوقف إلا بعد أن خارت قواه و هدأت أنفاسه . الواقعة بدأت فصولها عقب صلاة الفجر بعد أن جلس القاتل يدخن عدة سجائر وهو غارق في أفكاره وما هي إلا دقائق حتى توصل إلى قرار لم يتردد في تنفيذه بعد أن استقر عليه، حمل سكينا وتوجه إلى من كان يفكر به وهو أحد أصدقائه وما أن شاهده أمامه حتى انهال بالطعنات على صدره ورقبته وسط بحيرة من الدم أغرقت شقتهم السكنية الصغيرة . ولم يتوقف الجاني عند هذا الحد فحسب،بل عمد إلى رفيقه الآخر في السكن والذي كان خارج المسكن لحظه تنفيذ الجريمة، ولم يعد إلا عند الحادية عشرة صباحا و تفاجأ بصديقه يحمل سكينا تسيل منها الدماء وعيناه تقدحان شررا، فتراجع محاولا الهرب إلا أن القاتل لاحقه بطعنات حتى في عرض طريق «أم الخير» ،فتوقفت الحركة المرورية وظل جميع أصحاب المحلات ينظرون للقاتل الذي تجرد من كل عاطفة وقد أمسك بتلاليب ضحيته وهو يسدد له الطعنة تلو الأخرى حتى سكنت حركته. الجهات الأمنية عمدت لتطويق مسرح الحادثة ابتداء من طريق أم القرى والذي أقفلت الحركة المرورية به لوجود جثة القتيل ممددة في عرض الطريق بعد تغطيتها منعا لعشرات الأطفال والنساء من مشاهدتها، وقام خبراء الأدلة الجنائية بتحديد موقع وضعوا فيه الشريط الأصفر وهو ما يطلق عليه مسرح الجريمة، ورفع كافة الأدلة والعينات والمسحات من الموقع، كما تم رفع البصمات من الغرفة وتصويرها جنائيا من داخلها وخارجها، وتحريز سلاح الجريمة ورفع البصمات عنه، فيما تولى خبير الأدلة الجنائية تفتيش الموقع لتحريز أي متعلقات مشبوهة ،ثم حضر الطبيب الشرعي للكشف على جثتي المتوفين وتم التأكد من أن السبب الحقيقي للوفاة هو الطعنات النافذة والقاتلة التي وجهت إليهما ليتم نقلهما بسيارة نقل الموتى، ونقل الجاني إلى مركز شرطة الصفا للتحقيق معه في أسباب إقدامه على قتل رفيقيه. وكان القاتل المصري قد اعترف لرجال التحقيق عقب ضبطه بكامل تفاصيل جريمته ،حيث أشار في اعترافاته أنه عمد إلى الحضور عقب صلاة الفجر إلى شقة القتيلين وهي عبارة عن شقة صغيرة تتكون من غرفة وصالة ودلف إليها حيث كان يتواجد واحد فقط من أصدقائه تجادل معه قليلا قبل أن يستل سكينا ويوجه إليه عدة طعنات أسقطته قتيلا . وقال القاتل إنه عمد لانتظار ضحيته الأخرى عدة ساعات حتى حضر، وما إن دلف إلى الشقه حتى شاهد الدماء تملأ أرجاء الغرفة فتراجع من فوره يريد المغادرة، إلا أنه سدد له طعنتين في ظهره ولكنه لم يسقط فغادر الغرفة وهو يمسك بجرحه الخلفي إلى أن نجح في الوصول إلى الخارج ولكن الجاني لحق به وسدد له طعنات مباشرة إلى صدره بلغت عشر طعنات متتالية تسببت في وفاته على الفور .