كشف وزير الداخلية الأردني محمد الرعود عن إنشاء مكتب سعودي أردني مشترك لتفعيل وتعزيز آلية مكافحة المخدرات بين البلدين ومقره العاصمة الأردنية عمان. وقال الوزير الرعود في حديث شامل أجرته معه «عكاظ» في العاصمة الأردنية عمان: هناك تنسيق وتعاون مستمر بين البلدين الشقيقين لحماية الحدود، ومنع دخول المتسللين والمجرمين، من خلال التعاون والاتصال المباشر، وتبادل المعلومات مابين الأجهزة المعنية في كلا البلدين. كما أكد وزير الداخلية الأردني أن القيادتين السعودية والأردنية خلقتا منذ عقود حالة من الاستقرار في العلاقات العربية العربية بعيدا عن مظاهر الاستقطاب والتجاذب بهدف الحفاظ على التضامن العربي، والتفرغ لمواجهة المشكلات الحقيقية التي تواجهها دول المنطقة. فإلى نص الحوار : • في هذه الأجواء الساخنة حدثنا عن جهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وأخيه الملك عبد الله الثاني بن الحسين يحفظهما الله في سبيل استقرار المنطقة والوطن العربي عموما؟ • لقد سعت القيادتان السعودية والأردنية ومنذ عقود طويلة إلى خلق حالة من الاستقرار في العلاقات العربية العربية بعيدا عن مظاهر الاستقطاب والتجاذب بهدف الحفاظ على التضامن العربي والتفرغ لمواجهة المشكلات الحقيقية التي تواجهها دول المنطقة سواء أكان هذا التضامن من أجل استرجاع الحقوق العربية المهدورة، أو رفع مستوى التطور الاقتصادي والاجتماعي لشعوب المنطقة والخروج من مأزق الفقر والتبعية. • في الأردن حالة أمنية مستقرة جديرة بالاهتمام رغم أن موقعها الجغرافي في عين العاصفة كيف تحقق ذلك؟ • إن إدراك النظام السياسي الأردني بأن المملكة تقع ضمن إقليم جغرافي اتسمت أوضاعه السياسية ومنذ عقود طويلة بحالة من عدم الاستقرار والتجاذب الدولي نتيجة للصراع العربي الإسرائيلي وضعف البنى السياسية في الدول التي نشأت ككيانات مستقلة بعد الحرب العالمية الثانية وانطلاقا من هذا الواقع فقد سعى الأردن إلى بناء مؤسسات الدولة الحديثة القادرة على تلبية احتياجات وطموحات أبناء شعبه. • في إطار انضمام الأردن إلى منظومة دول مجلس التعاون الخليجي، ما النتائج الإيجابية المتوخاة جراء ذلك خاصة على الصعيد الأمني؟ • إن العلاقات الأردنية الخليجية ومنذ فترة زمنية طويلة علاقات متميزة اتسمت بالتفاهم التام حول مجمل القضايا التي تواجهها دول المنطقة وانطلقت من الاستجابة لمصالح كلا الطرفين، فهي أشبه بالعلاقات التكاملية. • ما مستوى التنسيق بين وزراء الداخلية العرب في الوقت الراهن؟ • بفضل الرعاية الكريمة لصاحب السمو الملكي الأمير نايف ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية والرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب فقد شكل مجلس وزراء الداخلية العرب منذ تأسيسه أنموذجا يحتذى في التعاون العربي المشترك من خلال التعاون والتنسيق الذي يسود العلاقات بين الدول العربية الشقيقة الأعضاء في المجلس. • كيف تقيمون التعاون الأمني بين المملكة الأردنية الهاشمية والمملكة العربية السعودية؟ • يعود التعاون بين المملكة الأردنية والمملكة العربية السعودية إلى العام 1933م حين تم توقيع معاهدة صداقة وحسن جوار نصت في المادة الأولى منها على أن يسود بين إمارة شرق الأردن وبين المملكة العربية السعودية سلم دائم وصداقة وطيدة، وهذه العلاقات التاريخية المميزة تتعزز باستمرار بفضل الرعاية والاهتمام الذي تحظى به من قبل خادم الحرمين الشريفين وأخيه الملك عبدالله الثاني . كما نسعى إلى الارتقاء بهذه العلاقات في شتى المجالات وخاصة الأمنية منها إلى أرقى المستويات، وتعمل وزارة الداخلية وأجهزتها الأمنية باستمرار على تعزيز وتطوير التعاون الأمني القائم والمثمر مع الأشقاء في وزارة الداخلية في المملكة. • تشترك الأردن والسعودية في حدود برية تربو على 700 كيلو متر إضافة إلى حدود بحرية كيف تتم السيطرة على تلك المساحات الشاسعة لمنع دخول المتسللين والمجرمين إلى البلدين؟ • هناك تنسيق وتعاون مستمر بين البلدين الشقيقين لحماية الحدود ومنع دخول المتسللين والمجرمين من خلال التعاون والاتصال المباشر وتبادل المعلومات ما بين الأجهزة المعنية في كلا البلدين الشقيقين، الأمر الذي تحقق من خلاله السيطرة على الحدود البرية والبحرية على حد سواء وخاصة فيما يتعلق بمكافحة آفة المخدرات حيث تتجه النية إلى إنشاء مكتب مشترك لتفعيل وتعزيز آلية مكافحة المخدرات بين البلدين يكون مقره في عمان. • ظاهرة الإرهاب عالمية الانتشار لكنها ظلت منذ تفجيرات برجي التجارة في نيويورك عام 2001م تهمة ملازمة لدول وشعوب العالم الإسلامي إلى يومنا هذا إلى ماذا تعزو ذلك؟ • ساعدت بعض الحركات الإسلامية المتطرفة التي ليس لها علاقة بسماحة الإسلام وحقيقة خطابه الداعي للسلم والأمن والتعايش ووفرت الذريعة للدوائر المعادية في الغرب بوسم الإسلام بدين الإرهاب والتطرف، ولكي نعيد للإسلام صورته الناصعة الحقيقية يجب على الجميع بذل كافة الجهود لتحقيق هذه الغاية. • في هذا السياق كيف تنظرون وأنتم على رأس المؤسسة الأمنية في الأردن إلى تجربة السعودية في مكافحة الإرهاب؟ • نحن في الأردن ننظر إلى التجربة السعودية في مكافحة الإرهاب بإعجاب وتقدير خصوصا أنها لم تقف عند المعالجة الأمنية فقط وإنما تعدتها إلى المعالجة الفكرية من خلال التحاور مع حملة الأفكار الداعية للعنف والإرهاب وذلك في محاولة لإعادتهم إلى الطريق السليم. • في الأعوام الماضية وقعت بعض الحوادث الإرهابية في الأردن كيف تعاملتم معها، وهل استطعتم القضاء على الخلايا النائمة للقاعدة؟ • لقد ظهرت بعض الخلايا الإرهابية في الأردن إلا أنه تم السيطرة عليها واكتشافها وذلك كونها ذات تنظيم خارجي وليس لها جذور أو امتداد في الأردن، إضافة لقدرة الجهاز الأمني الأردني في السيطرة المسبقة على مثل هذه الخلايا وغيرها. • في الأردن يقضي عدد من السعوديين عقوبة السجن في بعض القضايا، كم عددهم، وما طبيعة جرائمهم؟ • عدد النزلاء السعوديين في مراكز الإصلاح والتأهيل الأردنية بلغ (36) نزيلا حتى تاريخ 16/01/2012،وتتباين قضايا المحكوم بموجبها النزلاء ما بين تهمة القتل العمد والتدخل بالقتل والمخدرات والمؤامرة. • هل يمكن تسليمهم إلى السعودية حتى يقضوا بقية محكوميتهم في وطنهم؟ • يمكن ذلك، استنادا لأحكام اتفاقية الرياض العربية للتعاون القضائي لعام 1983م والمصادق عليها من قبل الدول العربية ومنها الأردن والسعودية علما أن هناك مسودة اتفاقية تعاون في مجال نقل المحكوم عليهم بعقوبات سالبة للحرية بين البلدين آخر إجراء تم بشأنها هو مخاطبة وزير الخارجية بتاريخ 10/10/2011 للإيعاز لسفارتنا في الرياض للتنسيق مع الجانب السعودي لاتخاذ الترتيبات اللازمة فيما يتعلق بمكان وزمان توقيع هذه الاتفاقية، حيث تضمنت مسودة الاتفاقية النص على أن يتعاون الطرفان المتعاقدان وإلى أقصى مدى ممكن ووفقا لهذه الاتفاقية تنفيذ العقوبات السالبة للحرية الصادرة في حق مواطنيهما، لإكمال مدة محكوماتهم داخل دولهم.. • بلغنا إضراب عدد منهم عن الطعام في فترات متفرقة، ما حقيقة مطالبهم؟ وهل تمكن أقاربهم من زيارتهم؟ • سبق أن امتنع بعض النزلاء السعوديين عن الطعام والشراب لأسباب مختلفة مثل طلب مقابلة مندوب السفارة السعودية أو طلب النقل من مركز إلى آخر أو لحين الإفراج عنهم حيث عدلوا جميعهم عن الامتناع عن الطعام والشراب، علما بأن أقاربهم يقومون بزيارتهم باستمرار وحسب التواريخ المبينة بالكشف المرفق.