أكد الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب محمد كومان أن الاجتماع الوزاري الذي سيعقد اليوم في تونس يستهدف تطلعات المواطن العربي وسبل ضمان أمنه وسلامته، في ظل تزايد الجريمة المنظمة على مستوى العالم، كما سيحث تعزيز التعاون الأمني بين البلدان العربية. وقال كومان في حوار أجرته معه «الحياة» إن تعامل المملكة مع الأحداث التي شهدتها حدودها مع اليمن وتسلل عناصر إلى أراضيها كان حازماً وشفافاً في وقت واحد، ولاقى تصرفها تأييداً في المحافل الدولية، وهو حق من حقوقها للذود عن أراضيها. وإلى نص الحوار: كيف تنظرون لأهمية انعقاد مجلس وزراء الداخلية العرب اليوم تحديداً في هذا الوقت الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط أوضاعاً أمنية متردية؟ - يكتسب اجتماع مجلس وزراء الداخلية العرب في هذا الوقت أهمية بالغة باعتباره وسيلة لضمان أمن وسلامة المواطن، والحفاظ على أرزاقه وممتلكاته فما بالك والعالم أجمع يشهد تزايداً في الجريمة المنظمة وفي العلاقات المتنامية بين عصابات هذه الجريمة. ونحن جمعياً نعلق أهمية بالغة على هذا الاجتماع الذي سيعزز التعاون العربي في المجال الأمني، والذي سيأتي من دون شك على قدر تطلعات المواطن العربي وينتظرها انطلاقاً من يقينه الراسخ بأن هذه اللقاءات لا بد من أن تحمل له المزيد من ضمانات الأمن والاستقرار. ما أبرز الملفات التي سيتم طرحها على اجتماع الوزراء اليوم؟ - هناك ملفات من بينها تقرير الأمين العام للمجلس، وتقرير النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب رئيس المجلس الأعلى لجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية الأمير نايف بن عبدالعزيز عن أعمال الجامعة بين دورتي المجلس السادسة والعشرين والسابعة والعشرين، ومشاريع اتفاقات بين مجلسي وزراء الداخلية والعدل العرب تشكل الإطار القانوني الأمثل للتعاون في مكافحة الجريمة، وهناك أيضاً الاتفاق العربي لمكافحة الإرهاب ومتابعة تنفيذه والنظر في اتخاذ أي إجراءات أخرى تسهم في تفعيله، إضافة إلى مشروع خطة مرحلية سادسة لتنفيذ الاستراتيجية العربية لمكافحة الاستعمال غير المشروع للمخدرات والمؤثرات العقلية وغيرها من الملفات. بخصوص العراق الذي يشهد تردياً أمنياً في الوقت الحالي... ما الجهد الذي يمكن أن يبذله وزراء الداخلية العرب وخصوصاً دول الجوار؟ - الدول العربية كافة حريصة على دعم العراق ليأخذ مكانه الطبيعي في الجسد العربي، بما يحقق اللُحمة للنسيج العربي، ولقد صدرت من المجلس في مناسبات عدة قرارات تدعو إلى دعم أجهزة الأمن العراقية والعمل على تهيئة السبل أمامها للقيام بدورها الفاعل في إعادة الأمن إلى ربوع هذا القطر الشقيق، ورفدها بالإمكانات المادية والمعنوية كافة التي تساعدها على انجاز مهامها. أمن اليمن أمن لدول عربية عدة... كيف من الممكن أن يتم دعمه في هذا المجال، خصوصا أن «القاعدة» أصبح لديها نفوذ قوي على أرضه؟ - الأمن العربي كل لا يتجزأ، ورؤية مشتركة وقرارات تعبر عن هذه الرؤية، ودولنا العربية حريصة أشد الحرص على أمن كل دولة، وهناك أنماط كثيرة من التعاون بين الدول العربية، ليس فقط في نطاق المجلس، بل في نطاق جامعة الدول العربية ومجالسها المتخصصة التي تضطلع بأدوار متنوعة، إضافة إلى التعاون الثنائي بين الدول، كل ذلك يصب في النهاية نحو دعم الاستقرار ومقاومة الإرهاب بكل الوسائل الممكنة التي توفرها الاتفاقات المختلفة ووسائل التعاون. وبالنسبة لليمن فنحن واثقون من قدرة قواته الأمنية على مواجهة عصابات الإرهاب وسائر أنواع الجريمة وتوفير المناخ الملائم لمسار التنمية والازدهار الذي يشهده هذا البلد الشقيق. ما قراءتكم للأحداث التي تعرضت لها السعودية على الشريط الحدودي مع اليمن ومواجهتها لعناصر متسللة؟ - لكل دولة الحق في أن تتخذ الإجراءات التي تراها مناسبة لحماية أرواح مواطنيها ومكتسابهم، والذود عن حدود أراضيها، ولقد كان موقف المملكة وأولي الأمر فيها حازماً وشفافاً في آن واحد، واتسم كما شهد الجميع بضبط النفس والحكمة، ولقي إجماعاً كبيراً في المحافل الدولية.