أكد مدير شرطة مكافحة المخدرات في إيران الجنرال حمدي رضا آبادي أن بلاده لم تضبط سعوديين في قضايا تهريب المخدرات، معتبراً أن التعاون بين الرياض وطهران في مجال مكافحة المخدرات قوي، وأنه تم تبادل أكثر من 60 رسالة رسمية بين البلدين خلال السنوات الأخيرة، مسجلة النسبة الأعلى في تعاون بلاده مع دول الخليج العربي. وقال آبادي في حوار مع «الحياة»: «إن الأجهزة الأمنية في بلاده كشفت أخيراً مخططاً لتهريب 14 طناً من الحشيش عبر المحافظات الجنوبية المجاورة لدول الخليج، والمتورطون فيها إيرانيون وأفغانيون وباكستانيون. وأمل أن تخرج الندوة التي تستضيفها السعودية لمكافحة المخدرات ونقل المعلومات بتعزيز تعاون الدول المشاركة في هذا المجال». وهنا نص الحوار: كيف تنظرون لأهمية الندوة الإقليمية التي تستضيفها المملكة المتعلقة بمكافحة المخدرات وتبادل نقل المعلومات بمشاركة 26 دولة على مستوى العالم؟ - الحقيقة أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تقع على مفترق دول يتم توريد 93 في المئة من المخدرات لها، وكما تعلمون أن لدينا 930 كيلومتراً من الحدود المشتركة مع باكستانوأفغانستان، وهذا يدل على أهمية بلدنا بالنسبة لقضية المخدرات، وكانت لدينا جهود كبيرة ومحاولات جادة في التصدي لتهريب المخدرات من خلال هذه الحدود عن طريق بلادنا، ونستطيع أن نقول بكل صراحة إن جيراننا ليس لديهم السيطرة والسيادة لمكافحة المخدرات، وإن المسؤولية الأساسية تقع على الجمهورية الإسلامية في التصدي لهذه الظاهرة الخطرة، وفي خلال العقدين الماضيين أعطت إيران أكثر من 3 آلاف شهيد من القوى الأمنية والشرطة لمكافحة المخدرات، وإن دلّ هذا على شيء فإنما يدل على عزم الجمهورية على التصدي لهذه المخدرات. ونحن لدينا تعاون جاد مع جميع الدول المجاورة ومن ضمنها المملكة العربية السعودية الشقيقة من أجل مكافحة المخدرات، ونحن في الحقيقة خلال السنتين الماضيتين ومن خلال تعاوننا وتبادل المعلومات استطعنا التصدي لكثير من عصابات تهريب المخدرات، ونحن نعتقد أنه لا بد من تواصل مستمر بيننا وبين الجهات المعنية في دول المنطقة من أجل التصدي للمخدرات ومكافحتها، ونحن في هذا الإطار نشارك بكل فاعلية بجميع الندوات التي تقام من منظمة الأممالمتحدة والمنظمات الإقليمية بالنسبة لتبادل المعلومات ومن ضمنها هذه الندوة. بالنسبة الى تنظيم «القاعدة»، هل من الممكن القول إن له علاقة وثيقة بقضايا المخدرات والاستفادة من تمويلها؟ - نحن نعتقد أن تهريب المخدرات والإرهاب في أفغانستان وجهان لعملة واحدة، وسؤالنا هو: أين الناتو والدول الأوروبية المتواجدة على أرض أفغانستان من ذلك؟ وما دورها؟ والسؤال الذي نطرحه على الناتو وعلى القوات الموجودة في أفغانستان: لديكم كل الإمكانات التقنية وغيرها، لماذا لا تكافحون بصورة جدية هذه الظاهرة الخطرة؟ وفي الآونة الأخيرة أكدت معلومات أن هناك 12 ألف طن من المخدرات موجودة في أفغانستان وهذا يعتبر تحدياً خطراً للمنطقة والعالم الإسلامي. هل نفهم من كلامك أن أمر تهريب المخدرات والمتاجرة فيها يُقصد به الإساءة للدول الإسلامية؟ - من الممكن ذلك، وهذا أحد الأهداف، ولا شك في أن الهدف الأول لبيع المخدرات التي تم إنتاجها في أفغانستان وترويجها هي الدول الإسلامية. هناك تقارير إعلامية تصوّر أن إيران بلد منشأ للحشيش أو المواد المخدرة، ما ردكم على ذلك؟ - لم يتم زرع المخدرات في إيران أبداً، وفي الشهور الأخيرة هناك بعض المؤثرات العقلية تم عبورها من أوروبا إلى دول آسيا الوسطى، وذلك للربح المضاعف في هذه الدول، ويمكن أن يتم الحصول عليها في الدول الآسيوية بقيمة تتضاعف خمس مرات من قيمتها في إيران، ولذا لدينا تدابير احترازية وإجراءات قوية في المطارات لمواجهة ذلك. أعلنت السعودية الأسبوع الماضي عن إحباط مخطط ل 195 شخصاً كوّنوا عصابات لتهريب المخدرات طوال 4 شهور أود أن أسأل عن الرؤية لعمل هذه العصابات في التهريب إلى المنطقة؟ - نحن نعتقد أنه كلما كان هناك تعاون بنّاء وقريب بين الأجهزة المعنية في دول المنطقة لمكافحة المخدرات وتبادل المعلومات في لحظاتها فهذا سيساعد في تحطيم جميع الشبكات، واستطعنا في 4 محافظات جنوبية للخليج العربي أن نكتشف 14 طناً من الحشيش عن طريق شرطة المخدرات قبل تهريبها للمنطقة أخيراً، وفي الحقيقة كانت متوجهة لدول الخليج. ما جنسيات المتورطين فيها؟ - باكستانيون وأفغان وإيرانيون. هل هناك سعوديون متورطون في إيران بمثل هذه القضايا؟ - أكثر شبكات التهريب كانت تتواصل عبر الهاتف الجوال، ونحن لدينا مكالمات مسجلة ومثبتة كانت تُجرى بين عناصر في إيران وأخرى من جميع الدول ومختلف الجنسيات وأخبرنا هذه الدول بذلك، وأعتقد أن من الإجراءات المهمة في التصدي للمخدرات تبادل هذا النوع من المعلومات وشبكات التهريب. وبصراحة ليس لدينا في إيران أي سعودي متورّط في هذه القضايا، ونحن اكتشفنا مثلاً «لنشات بحرية» تحمل أطناناً من المخدرات فتبادلنا المعلومات فيها مع السعودية بالقرب من الحدود اليمنية وتم القبض عليهم. ماذا عن فاعلية الاتفاق الأمني الموقّع بين السعودية وإيران في مجال مكافحة مثل هذا النوع من الجرائم؟ - هناك اتفاق أمني للتعاون ومن ضمنه قضية المخدرات، وهناك تواصل قوي جداً بين البلدين واجتماعات من أجل تبادل المعلومات، والشيء الذي نأمل فيه من هذه الندوة أن يكون هناك تزايد بين الدول من أجل التعاون، وبحسب التقرير الذي لدينا فنحن تبادلنا المعلومات في هذا الصدد خلال السنوات الأخيرة مع الجانب السعودي لأكثر من 60 رسالة في قضايا تتعلق بالمخدرات ومع قطر 5 رسائل والكويت 8 رسائل وعمان 4 فقط ومع الإمارات 26 رسالة، وهذا يعني أن أكبر تبادل كان مع المملكة، وتشير إلى التعاون القريب بين المملكة وإيران في مجال مكافحة المخدرات حتى أننا نعرف ضباط الاتصال بعضنا بعضاً.