أستغرب كثيرا من التداعيات الضارة للعلاج الشعبي فقد كثر الهرج والمرج حولها وأصبحت حبل الأمان والشفاء الذي يلجأ له بعض الناس تاركين النصائح والتحذيرات على قارعة الطريق دون حسبان فقد يكون لها فوائد ومنافع تدخل ضمن نطاق الخبرة والدراية ولكن قد تخيب آمالهم مع تطور العلم وثورته. ولتطابق هذا التوارد الفكري وددت أن أذكركم جميعا بذلك الخبر المثير الذي آلمنا عن وفاة طفلة من بيشة لم تبلغ السنتين نظرا لاحتسائها عشبة سامة وصفت لها من قبل معالجة شعبية حيث لم تصبر تلك الصغيرة على الآلام الحنجرة وصعوبة التنفس مما جعلها تستخدم تلك العشبة وأثناء ذلك الاستعمال علقت في قصبتها الهوائية مما أدى إلى وفاتها. منظر مريب لا أحد يصدقه كيف تذهب تلك الطفلة الصغيرة وتترك ملهاها وألعابها بهدوء نظرا لعشبة سامة لم تمهلها طويلا ولعل هذه الحادثة المفجعةرغم مروءة أهلها وتنازلهم عن موقفهم إلا أننا بحاجة لوقفة صادقة من الجميع حول بعض الموهومين الجانحين بخرافاتهم وأفكارهم المجزأة والذين يدعون درايتهم الكاملة بالأمراض وكيفية تطبيبها بالأعشاب والأدوية القديمة وهم لايفقهون فيها شيئا وما يزيد الأمر حيلة هو استغلالهم لعقول البسطاء والضعفاء الذين تضيق بهم الحيل فيجدون أمامهم الخرافيين الشعبيين الذين يبسطون عليهم وصفاتهم المحمومة ويجعلونهم من جراء فئران تجارب راقصة. لذا علينا أن نتحد في قمع أولئك الدجلة المتناقضين ونبلغ عنهم الجهات المسؤولة ليلاقوا جزاءهم الرادع لأن سكوتنا عليهم سيزيد من تحايلهم ونصبهم. حمد جويبر (جدة)