بدأ مراقبو الجامعة العربية الثلاثاء مهمتهم في سوريا بجولة في مدينة حمص التي استقبلتهم بتظاهرة حاشدة مناهضة للنظام ضمت نحو 70 الف شخص، غداة سقوط 34 قتيلا برصاص القوات السورية، كما ذكر ناشطون. وقبيل وصول المراقبين الى حمص، انسحبت دبابات تابعة للجيش السوري من حي بابا عمرو الواقع في وسط مدينة حمص (وسط) كما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال رئيس المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس الثلاثاء ان "11 دبابة شوهدت تنسحب من حي بابا عمرو حوالى الساعة 9,00 (7,00 تغ)"، مضيفا ان "هذه الدبابات شوهدت في حي الشماس المجاور لبابا عمرو". الا ان عبد الرحمن قال في وقت لاحق ان انسحاب الدبابات "لم يكن سوى خدعة وسرعان ما استؤنف اطلاق النار بعد دقائق". وكان رئيس بعثة المراقبين الضابط السوداني محمد احمد مصطفى الدابي اعلن لفرانس برس صباح الثلاثاء ان المسؤولين السوريين "كانوا حتى الان متعاونين جدا". من جهة اخرى ذكر المرصد ان السلطات السورية استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق اكثر من 70 الف متظاهر كانوا يحاولون دخول ساحة كبيرة في حمص. وقال المرصد ان "اكثر من 70 الف متظاهر يحاولون الدخول الى ميدان الساعة في وسط مدينة حمص، في حين تقوم قوات الامن السورية باطلاق القنابل المسيلة للدموع من اجل تفريقهم". واضاف المرصد ان قوات الامن السورية اطلقت الرصاص الحي في حي مجاور لميدان الساعة على متظاهرين ما ادى الى اصابة اربعة اشخاص بجروح احدهم بحالة الخطر. وكان المرصد تحدث عن تظاهرة ضمت اكثر من ثلاثين الف شخص الثلاثاء ضد نظام الرئيس بشار الاسد في حي الخالدية في حمص خلال زيارة وفد الجامعة العربية. وقال المرصد لوكالة فرانس برس ان "اكثر من ثلاثين الف مواطن تجمعوا بحي الخالدية في اعتصام بدعوة من ناشطين "لفضح ممارسات وجرائم النظام تزامنا مع زيارة وفد للمراقبين العرب" الى المدينة. وتم بث شريط فيديو على موقع يوتيوب ظهر فيه عدد من المراقبين العرب في حمص وسط تجمع من سكان المدينة يحاولون اقناعهم بالتوجه الى الحي الذي يسكنون فيه ليروا بام العين ما يحصل. من جهتها قالت قناة الدنيا المؤيدة للسلطة ان وفد مراقبي الجامعة العربية توجه الى حي باب السباع حيث "قاموا بقييم الاضرار التي سببتها المجموعات الارهابية والتقوا اقرباء شهداء وشخصا خطفته" هذه المجموعات من قبل. واضافت انه عند وصول المراقبين الى باب السباع "تجمع عدد كبير من الاشخاص ليؤكدوا انهم يريدون التصدي للمؤامرة التي دبرت ضد سوريا". وقبل جولتهم في حمص، ذكرت قناة الدنيا ان وفد مراقبي الجامعة العربية اجتمع مع محافظ حمص غسان عبد العال، موضحة ان "المراقبين العرب سيتوجهون الى حماة (شمال) وادلب (شمال غرب) ايضا"، بدون تحديد اي موعد. وكان خمسون مراقبا عربيا وصلوا مساء الاثنين لمراقبة الوضع على الارض في سوريا حيث تقول الاممالمتحدة ان اكثر من خمسة آلاف شخص قتلوا في قمع الحركة الاحتجاجية ضد النظام منذ منتصف آذار/مارس. وتندرج مهمة البعثة في اطار خطة وضعتها الجامعة العربية للخروج من الازمة وتنص على وقف العنف والافراج عن المعتقلين وانسحاب الجيش من المدن وحرية تنقل المراقبين العرب والصحافيين في كافة انحاء البلاد. ميدانيا وفي مدينة القصير في محافظة حمص اعلن المرصد "استشهاد طفل في ال14 من العمر برصاص اطلق من مبنى بلدية المدينة، كما استشهد مواطن اخر في قرية الضبعة في المحافظة نفسها برصاص طائش". كما اوضح المرصد ان "مواطنين استشهدا واصيب اخر بجروح اثر اطلاق رصاص من قبل قوات الامن السورية على متظاهرين في مدينة درعا" في جنوب سوريا. وفي مدينة دوما في ريف دمشق "استشهد مدنيان برصاص قوات الامن خلال مشاركتهما في تشييع شهداء قتلوا الاثنين". من جهة ثانية ذكرت وكالة الانباء السورية (سانا) ان طالبا قتل وجرح اربعة آخرون الثلاثاء برصاص اطلقه طالب في كلية الهندسة الطبية في جامعة دمشق. وقالت الوكالة ان "الطالب عمار بالوش سنة ثانية هندسة طبية بجامعة دمشق اقدم اليوم (الثلاثاء) على اطلاق النار من مسدس حربي خلال مذاكرة الطلاب في كلية الهندسة الطبية". واضافت ان اطلاق النار هذا "ادى الى استشهاد الطالب حسين غنام واصابة كل من الطلاب سلطان رضوان وخضر حازم وجورج فرح وبيير لحام"، مشيرة الى ان حالة احد الطلاب حرجة جدا بينما الثلاثة الاخرون اصابتهم متوسطة. واوضح مصدر رسمي لسانا ان "بالوش اختار الطلاب الخمسة بشكل مقصود وقام باطلاق النار عليهم"، مؤكدا ان "السلطات المعنية تلاحقه لإلقاء القبض عليه". من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان تسلمت وكالة فرانس برس نسخة منه ان الطالب من بلدة رنكوس في ريف دمشق "التي نفذت فيها القوات العسكرية في 27 تشرين الاول/نوفمبر حملة عسكرية قتل خلالها 18 من اهالي البلدة". واضاف انه كان ايضا بين مجموعة "طلاب اعتصموا في حرم الكلية في الثامن من الشهر الجاري دعما لثورة الشعب السوري"، موضحا ان "طلابا موالين للنظام بينهم نجل ضابط اعتدوا على الطلاب المعتصمين الذين تعرضوا للضرب المبرح والاذلال والاهانة". وتابع انه "بعد الاعتداء الوحشي على الطالب من قبل الطلاب الموالين للنظام اعتقل لمدة ليومين تعرض فيهما لكافة أنواع التعذيب فما كان منه الا ان دخل اليوم الى قسم الهندسة الطبية بجامعته واطلق الرصاص على الذين قاموا بالاعتداء عليه واذلاله وتعذيبه من الطلاب الموالين للنظام". اما لجان التنسيق المحلية فتحدثت عن "استشهاد الطلاب تيسير حازم وخضر حازم وحسين غنام اثر اطلاق قوات الأمن النار بشكل عشوائي" في الكلية نفسها. من جهتها اعتبرت فرنسا الثلاثاء ان "وصول المراقبين ليس هدفا بحد ذاته، لانه من الضروي وضع كامل خطة الجامعة العربية موضع التنفيذ" محذرة من "اي محاولة للتلاعب" من قبل السلطات السورية. وكان المجلس الوطني السوري المعارض طالب الاثنين بان "يتبنى مجلس الامن المبادرة العربية" في شان سوريا معتبرا ان الجامعة "لا تملك الوسائل لتطبيقها". وقال رئيس المجلس برهان غليون في مؤتمر صحافي في باريس "من الافضل ان يتولى مجلس الامن الدولي امر هذه الخطة (العربية) ويتبناها ويؤمن سبل تطبيقها". وكان المرصد ايضا دعا مجددا المراقبين العرب الى "التوجه الفوري الى حي بابا عمرو ليتوقف القتل المستمر بحق ابناء الشعب السوري وخصوصا في هذا الحي المنكوب ولكي يكونوا شهودا على جرائم النظام السوري بحق الانسانية". وقد اتهم المرصد السلطات السورية بانها تقوم "في بعض مناطق جبل الزاوية يتغيير اسماء لافتات القرى ليضللوا لجان المراقبين العرب"، داعيا لجان المراقبين الى "الاتصال بنشطاء حقوق الانسان والثوار". من جهة اخرى، ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية ان "عملية تخريبية" قامت بها "مجموعة ارهابية" استهدفت فجر اليوم انبوبا للغاز في محافظة حمص وسط سوريا. وقالت الوكالة ان "مجموعة ارهابية مسلحة استهدفت عند الساعة 3,00 (1,00) من الثلاثاء في عملية تخريبية خطا لنقل الغاز" في قرية المختارية الواقعة بين كفر عبد والرستن" في محافظة حمص. واخيرا، قرر لبنان عدم ايفاد مراقبين الى سوريا في اطار بعثة جامعة الدول العربية المكلفة مراقبة وقف اعمال العنف في البلاد، بحسب ما افاد مصدر حكومي وكالة فرانس برس الثلاثاء.