تحولت العديد من الحدائق العامة في محافظة جدة الى مواقع لتجميع النفايات ومخلفات البناء، نتيجة عدم اكتمال تنفيذها وتهيئتها بالشكل الصحيح والمناسب لاستقبال الزوار والمتنزهين، فضلا عن الاهمال الذي طالها من قبل البلديات التي لم تتعاقد مع شركات متخصصة لتنفيذ صيانة دورية للمرافق العامة الموجودة داخل الحدائق. يقول سلطان الصبحي: يوجد في حي النزهة حديقة عامة مهملة منذ 3 اعوام حيث توقف مشروع تجهيزها بسبب إهمال المقاول المنفذ الذي عمد الى تغطية ارضية الحديقة بالنجيلة الزراعية بدلا من الصناعية رغبة في تحقيق الربح المالي دون اي اعتبار آخر. وأضاف قبل عدة أعوام تم إحضار أنابيب بلاستيكية مخصصة لري الاشجار في الحديقة ولكنها بقيت ملقاة على الارض أكثر من 4 أشهر، ولم يتم تركيبها ما تسبب في تلفها، كما ان اعمدة الانارة الموجودة في الحديقة مكشوفة وتهدد الاطفال والمتنزهين بالخطر. وتساءل عن الاسباب التي ادت الى اهمال الحديقة بهذا الشكل المزري، مطالبا بصيانة وإعادة تأهيل الحديقة بما يجعلها تناسب استقبال الزوار والمتنزهين. وانتقد جميل كردي عدم الاهتمام بالحدائق العامة على مستوى محافظة جدة، ما أحال العديد منها مرامي للنفايات ومخلفات البناء. ويرى ان إلزام المقاولين المنفذين للمشاريع بإتمام انجاز الحدائق العامة سيساهم في ظهورها بالشكل الذي يحقق تطلعات السكان، كما ان تكليف البلديات بالتعاقد مع شركات متخصصة للصيانة سيطيل من عمر هذه الحدائق. ويعتبر احمد الجدعاني مزاولة كرة القدم على الأسفلت المجاور لحديقة النزهة العامة أفضل وأكثر سلامة من اللعب على أرضية الحديقة التي لم يتم عمل أسوار لها ولم تتم تغطية أرضيتها بالنجيلة الصناعية وباتت مهملة لدرجة أن البعض أصبح يرمي فيها النفايات وردميات المباني. وحمل تركي القرشي أمانة محافظة جدة مسؤولية التدهور الحاصل في حديقة النزهة العامة، كونها لم تعمل بجدية على متابعة اعمال المقاولين المنفذين للمشاريع لمعاقبة ومحاسبة المقصرين منهم، «فما ذنبنا نحن الأهالي أن نواجه مثل هذا الإهمال وأين الدور الرقابي للأمانة التي من المفترض أن تسعى بكل قوة للمحافظة على مكتسبات الدولة ومن ضمنها ما يصرف من أموال طائلة على إنشاء مثل هذه الساحات والحدائق العامة». ويقول فيصل الصبحي، إن ما يشاهد في هذه الحديقة لا ينم عن وجود الوعي لدى المقاول، ويؤكد بكل وضوح غياب الضمير ما تسبب في تحويل هذه الحديقة مرمى للنفايات وأصبحت الإستفادة منها مستحيلة. ويقول أحمد باصهيب وبسام هوساوي: طرقنا كل الابواب وسعينا لإيجاد حل للاستفادة من هذه الحديقة ولكن دون نتيجة، وللأسف الشديد انتظرنا كثيرا ونحن نتمنى أن يكتمل مشروع هذه الحديقة ولكن يبدو أن أمنياتنا أصبحت أحلاما من الصعب تحقيقها على أرض الواقع والدليل وجود هذه الحديقة على هذه الحالة التي يرثى لها منذ 3 سنوات فأين دور الأمانة في إتقان ومتابعة تنفيذ مشاريعها. من جانبه، أكد مدير الحدائق والتشجير في امانة محافظة جدة المهندس بهجت حموة، أن مشروع انشاء وتشجير 50 حديقة في محافظة جدة، تضمن تعثر تنفيذ 9 حدائق فقط بسبب امدادات التيار الكهربائي أما البقية فقد تم انجازها وافتتحت أمام الزوار والمتنزهين. واضاف: تمت مخاطبة شركة الكهرباء بخصوص امدادات التيار، وقد سارعت بدورها في وضع دراسة لمحاولة ايصال العدادات لبعض الحدائق والبعض تتم الاستعانة بمضخات مؤقتة. وأرجع تأخر تنفيذ بعض اعمال التأهيل والتجهيز في الحدائق العامة الى كثرة عددها كما ان بعض التجهيزات كالملاعب الرياضية وألعاب الاطفال بحاجة الى ميزانية مرتفعة، والامانة تعمل وفق ما هو متاح لديها لتاهيل الحدائق العامة. ونفى تقاعس المقاولين المنفذين عن انجاز الحدائق العامة معتبرا ان وضعها في المحافظة جيد. وأكد زيارته سابقا لحديقة النزهة مرجعا تعثرها الى وجود مشاكل في التيار الكهربائي والكيابل وسيتم خلال الاسبوعين القادمين الانتهاء من كافة اعمالها بشكل نهائي، لتكون جاهزة لاستقبال الزوار والمتنزهين.