حصل قبل سنوات لا تقل عن عشرين أن صادفت عطلة من العطل الدراسية دخول فصل الربيع الذي يعقب فصل الشتاء فتنعمت الأسر والطلاب بتلك العطلة وأطلق عليها في ذلك العام اسم «إجازة فصل الربيع»، وأخذت الصحافة والإعلام والمجتمع بالتسمية فأصبح يطلق على عطلة منتصف العام الدراسي الاسم نفسه «إجازة فصل الربيع» مع أن الإجازة نفسها أصبحت تأتي في قلب فصل الشتاء وفي وقت تصل فيه درجة الحرارة بالنسبة لمدن ومحافظات شمال المملكة إلى ما دون الصفر في بعض أيام الشتاء وإلى البرودة القارسة في المرتفعات وإلى درجة نزول الثلوج وتغطية بعض الشوارع بالبياض، بل إن المدن والمحافظات الأقل برودة والمائلة للدفء تعيش أياما تكون فيها درجات الحرارة منخفضة فأين هو الربيع في العطلة النصفية للدراسة في عامنا هذا، ولماذا لا نسمي الأشياء بأسمائها الحقيقية بدل أن نلزم أنفسنا بتسميتها بما لا يوافق واقعها فنبدو أمام العالم وكأننا نعيش في كوكب آخر، مع أن معظم سكان الكرة الأرضية يشتركون في فصول العام، حيث يكون شتاؤهم واحدا وربيعهم وصيفهم وخريفهم كذلك باستثناء بعض الدول مثل جنوب أفريقيا والأرجنتين وقارة أستراليا وغيرها التي يقابل فيها الشتاء الصيف لدينا والعكس صحيح، وعندما تكون درجة الحرارة في فصل الصيف في أم القرى فوق الأربعين يتصل بي زميلي الأستاذ عبدالعزيز خميس مدير المكتب الإقليمي لرابطة العالم الإسلامي في جنوب أفريقيا صباحا ليحدثني عن شؤون المكتب وهو «مزمل» بغطاء كثيف لأن درجة الحرارة حوله تكون قريبة من الصفر، وكذلك تكون أحوال زميلنا الأستاذ سعد الشميمري مدير مكتب الرابطة في ملبورن بأستراليا، فيما تكون بعض مرتفعات نيوزلندا مغطاة بالثلوج، أما الدول الواقعة تحت خط الاستواء فالطقس فيها خلال الفصول الأربعة متقارب فلا صيف حار جدا ولا شتاء قارس ولا ربيع بديع ولا خريف ميت، لأن الفارق في درجات الحرارة خلال تلك الفصول طفيف جدا، ونعود إلى أساس الموضوع ونرى والرأي الأمثل لسعادتكم أن تسمى عطلة منتصف العام الدراسي باسم «العطلة النصفية» أو بأي اسم آخر غير اسم عطلة الربيع لأنها في واقع الأمر جاءت في شهر يناير فهل كان هذا الشهر منذ خلقت الأرض من شهور الربيع؟! للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة