«الحصالة» غابت عن ثقافتنا لسنوات طويلة، فقد كانت ثقافة راسخة لجمع الأوراق النقدية الصغيرة و»قطع العملات المعدنية» الزائدة في المنزل، والأخيرة لم نعد نشاهدها إلا في أيدي حكام كرة القدم، لتحدد في أي اتجاه سيركل أحد الفريقين الكرة، أما اليوم فعادت لواجهة الأسعار من جديد وباتت «هللات العملة المعدنية» تحدد في أي اتجاه سنصرف نقودنا !! فمع جشع التجار وغياب الرقابة، أصبح «الهلل» يرتفع دون رقيب، وستفاجئك الأسعار بتغيرها المستمر، وعندها تُوقعك هذه الفروقات في مشكلة أخرى فعندما يكون الحساب «6.75 ريال» مثلاً لا نكترث عند «الكاشير» وستدفع مبلغ 7 ريال ولن تعرف مصير ال 25 هللة المتبقية!! فالفروقات الكسرية يتم تجاهلها في الغالب من المشتري كنوع من باب الخجل أو ستحول إلى حلوى أو علك أو علبة مناديل ورقية، فلا يُنظر إليها بحساب الزيادة أو النقصان في ثقافة «المستهلك السعودي» ! بينما العكس في ثقافة» الاستهلاك الغربية» حيث يحسب لها حساب ويتم التعامل معها باحترام واضح !! البعض من «المتسوقين الأذكياء» لدينا يعتمدون على الدفع «بالبطاقة البنكية «لحفظ «فروقات الهلل» والخروج من الإحراج في حفظ الفرق عند الدفع النقدي!! وهو «برأيي» حل معقول أمام هذا الاستغلال الواضح في «فروقات الأسعار» خصوصا مع إزعاج «العملة المعدنية» وعدم سهولة حملها أو شعور البعض بالخجل والعيب من وجودها في جيبه أو استلامها من يد البائع الذي لا يخجل هو من مد «علك أو حلوى رديئة « مقابلها دون أن يستشيرك أصلاً!!. إن تجاهل أخذ هذه العملة «هدر في اقتصاد الأسرة» وكرم في غير محله، فكما يحرص التاجر على حسابها، يجب عليك «كمستهلك «الحرص على استلامها خصوصا مع التغير المستمر في الأسعار إنها ثقافة يجب أن «تعم» بيننا. أحد المتاجر الوطنية أعلن عن توزيع أكثر من «مليون ونصف المليون ريال «من مشروع جمع باقي» هلل الزبائن» على الجمعيات الخيرية. لاشك أنه أمر طيب وتشكر عليه هذه «المؤسسة الوطنية» ولكن مثل هذا الخبر يجعلنا نتعرف على حجم «الثروة المهدرة» بين أيدينا من فروقات الأسعار في المتاجر الأخرى !! وهو إفراط غير مبرر وهدر يمكن وقفه بطريقين: إما بتجاهل تلك السلع التي تضاف إلى سعرها «كسور الهلل» حتى نوقف هذا الارتفاع المتتابع !! أو الدفع «بالبطاقة البنكية» لضمان عدم ضياع الهللات المتبقية !!. وإذا لم نستطع تفعيل أحد «الحلين السابقين» فلنجرب العودة «لنظام الحصالة» لعلها تساهم في جمع «الهلل» لنتبرع به للمستحقين فعلاً.. وليس «لتجار الحيالات» !! وعلى دروب الخير نلتقي.